بقلم محمد نجيب وهيبي

حكومة السيد الجبالي وانصارها يؤكدون كل يوم انهم ومن حيث الجوهر لا فرق بينهم وبين كل الحكومات القمعية السابقة ان لم يكونوا أشد خطورة من ناحية استعمالهم اضافة لأدواة القمع المعروفة ، التعبئة الدينية لحشد الناس والتاييد الروحي ، فهاهم كل يوم يمعنون في تجريم وتكفير المعارضة والمجتمع المدني علنا وسرا ، وينكرون عليها معارضتهم لها ؟ وتجميع القوى والمواطنين من أجل تحقيق مطالبهم وطموحاتهام والتي من بينها الدفع في اتجاه تغيير سياسة وتركيبة الحكومة خدمة للمصلحة الوطنية وفق ما يتصورها كل منهم ،

اعتقد ان هذا هو الدور الطبيعي للمعارضة ولما لا السعي الى اسقاط حكومة رفضت منذ تكوينها لغياب الكفاءة عن وزرائها ولغياب الاجماع الوطني حولها بوصفها حكومة انتقال اساسا ولعدم اظهارها لبرنامج سياسي واجتماعي واقتصادي واضح ينطلق من رسم ملامح للانتقال الديمقراطي تستجيب لمطالب التونسيين في الحرية والكرامة والعدالة والعدالة الاجتماعية ، لقد خيرت النهضة ان تسير بمفردها او مع قلة ممن هم حولها على حساب الاجماع الوطني فخيرت ان تستاثر بالسلطة لذا كان لزاما عليها ان تقدم للناس مكاسب في حجم ما وعدتهم او ان تعود الى حضن الاجماع الوطني وان تخلي مهمة الادارة الظرفية للبلاد لخبراء وطنيين مستقلين وان تنكب مع بقية الساسة على صياغة دستور البلاد ، فهي الى الآن لم تقدم لنا الا صور مشوهة عن سياسات بن علي ولم تقدم للشعب التونسي غير التسول بعنوان انتفاضته وباسماء شهدائه على عتبات امراء الخليج وهم من الد أعداء الديمقراطية وحقوق الانسان ، ولم تقدم لتونس غير شعارات عن ديمقراطية كسيحة تجرم أعمال العقل والابداع وحق الاعتصام وتجيز استقدام مشايخ الجهل والظلام ليسمموا عقول ابنائنا ، وفوق هذا وذاك فانها تحرك آلاتها القمعية المباشرة لضرب الصحفيين والمناضلين النقابيين وحتى المواطنين ( في مسيرة اتحاد الشغل وفي بوسالم …الخ) والاعتداء على تحركات اتحاد الشغل وتشحذ انصارها للتهجم على تاريخه النضالي ورموزه ، وهي تتخبط في المفاوضات الاجتماعية وهي مرتبكة امام حالة العجز الانتاجي …الخ ،

وهاهو رئيس وزرائها ورئيس الجمهورية المؤقت يقوداننا الى اتون الصراعات الدولية دون بوصلة أو ببوصلت اضاعت وجهة المبادئ والثوابت الوطنية والإنسانية ،عبر سياسة خارجية تقد تونس على انها عراب جديد لامريكا وبنو صهيون من اجل تطبيق مشروع الشرق اوسط الكبير وشمال افريقيا لاقامة معبر ” اسلاموي” لبضائع وبرامج ورأسمال الأمبريالية وسياساتها تقتحم بها شعوبا واوطانا تمزق اوصالها وتقتل ابنائها تحت مظلة الديمقراطية على المذهب ” الأمرو-اخواني” ،

ان حكومة الترويكا بقيادة النهضة وبديكور رديفيها لم يكفها اخطاؤها في حق تونس الداخل حاضرا ومستقبل ، فانطلقت توزعها وتسع من دائراتها مع كل رحلة خارج الحدود ومع كل تصريح وتبرير لأخطاء التصريح لمسؤوليا الأوائل وهي في هذا تراكم الاخفاقات والأخطاء الديبلوماسية بالجملة (مع الجزائر وسوريا وحتى روسيا …الخ) وهي في كل هذا تلقي باللوم على الشعب الجريح وعلى كل من لا يتفقون معها في الرأي والتوجه بل وكاني بها تلوم نظام الأسد الذي لم يسقط وحتى الشعب السوري الذي لم يستطع ان يستهشد باعداد كافية ؟؟ وهي تلوم جوعانا على جوعهم وتلوم من يناصرهم ومن يسكن آلام جوعهم وتجرم من يسعى للسير معهم نحو الوجهة الصحيحة لاسكات أوجاع البطون وآلام البرد والتفقير ، افلا يخجلون ، افلا يريدون ان يعلموا ان الديمقراطية والتداول تقوم فيما تقوم على حق المعارضة وعلى حق الاضراب وعلى نسبية التمثيل ، وعلى سحب الثقة من المسؤول المنتخب لما لا ينجح ، افلا يدركون ان مانح الشرعية الوحيد هو الشعب وانه هو دون سواه أوصلهم حيث هم الآن وتحديدا عبر هذا الطريق ، طريق اللاشرعية من منظور السلطويين ، طريق الانتفاضة من منظور التاريخ .

انها وباختصار تتلوى تحت ضغط الراسمال الريعي لامراء البترودولا ومافيات الاستغلال الداخلي من اجل كبح جماح الحركة الشعبية ومطالبها الاجتماعية واطفاء جذوتها لكي تعود دورة استغلال عرق ابناء الشعب وابتزازهم في فقرهم ومآسيهم لتمتلا من جديد خزائن السادة وان تغيرت اسماء وجنسيات البعض من وكلائهم ، ” الشعب فد فد لا للطرابلسية جدد”