بقلم زياد لسود


التحركات حثيثة هذه الأيام بين الاتحاد الجهوي للشغل، أروقة الإذاعة الجهوية بتطاوين و الولاية لمجموعة من أصحاب الشهائدالعليا و خريجي مراكز التكوين المهني بالجهة و السبب واحد : ” شركات المناولة بالجهة و علاقتها بالتشغيل في شركات البترول. ”

نزار حراث، و هو أحد منظمي الاعتصام، غير حامل لأي شهادة عليا لكنه ساهم في لم شمل العاطلين عن العمل و خريجي معاهد التكوين المهني في خيمة الاعتصام التي نصبت منذ أسابيع، يقول أن هذا الاعتصام سلمي و لم يسعو طيلة الأيام السابقة إلى تعطيل سير المؤسسات الحكومية و لا التشويش على أداء موظفيها
و لم يقطعو الطريق أمام سواق الشاحنات النقل للبترول إلا ليوم واحد لساعات
و سرعان ما تدخل الوالي السيد نجيب الغالي و عادوا إلى خيمتهم.

و قد أضاف نزار أنه تم تنظيم لقاءين متتاليين مع والي الجهة كل واحد لمدة ساعة أو أكثر و قد تم الاتفاق على تمرير شواغل المعتصمين في خصوص التشغيل إلى السلطة المركزية، لكن بعد إمهاله مدة تجاوزت الثلاثة أيام دون جدوى عدنا إلى إعتصامنا الشرعي و السلمي. و من الملاحظ أن المطالب المكتوبة على لافتات المعتصمين كلها تتراوح بين الإدماج المهني عبر عقود تحترم قوانين التشغيل في المؤسسات البترولية المنتشرة في الجهة و كذلك محاسبة مؤسسات المناولة التونسية التي تستغل أبناء الجهة و الجهات المجاورة .

السؤال المهم الذي يطرح نفسه من خلال ما جاء في حديث نزار حراث هو ” هل يملك هؤلاء الشبان المعتصمون المؤهلات التي تخول لهم العمل في مؤسسات بترولية ؟” و قد جاءني الجواب من قبل رفيق بوهودي، و هو صاحب شهادة تكوين مهني في صناعة الحديد، حين قال لي ” هذا السؤال لا يطرح لأن شركة فوسفاط قفصة تشغل أبناء ولاية قفصة دون أن يحملو مؤهلات ” !!! … و يضيف صالح عاشور الذي طردته شركة المناولة في الصحراء أن عددا هاما من شباب تطاوين يحمل شهادة جامعية أو مؤهل تقني و مع ذلك فهو مقصي من العمل في مؤسسات التنقيب عن البترول و تساءل ( و كما قال دون جهويات ) إلى متى يستقدم المناولون أقاربهم من المدن المجاورة و يحرم شباب تطاوين حقهم في الشغل ؟
و في نفس الإطار تساءل عديد الشباب الموجودين على عين المكان عن جدوى بعث مركز التكوين في التنقيب الذي تم إحداثه منذ سنوات في ولاية قابس إذا كان كل خريجيه إلى حد الآن عاطلين عن العمل رغم حاجة المؤسسات البترولية إلى هذا الصنف من اليد العاملة المختصة.

و أضاف شهاب عطاء الله, عضو جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في تطاوين, أن جمعيتهم تسعى إلى تأطير الاعتصام و مساعدة المعتصمين و عن سؤاله حول مدى توظيف أطراف سياسية لهذا الاعتصام أوضح نزار حارث أن شباب تطاوين واعي سياسيا و لا أحد من النهضة أو المؤتمر أو التكتل أو بقية الأحزاب أنصت لهم أو استمع إلى مقترحاتهم، بل لم يلاقوا سوى الإهمال المجحف.

و بسؤال السيد عبد اللطيف الحداد, كاتب عام مساعد بالاتحاد الجهوي بتطاوين، عن موقف الاتحاد مما يحصل قال أنه يتفهم مطالب المعتصمين و حاجتهم للتشغيل
و وجوب تحرك السلط لفظ الإشكال و شكر المعتصمين على محافظتهم على الطابع السلمي للاعتصام … كما أوضح السيد عبد اللطيف أن الاعتصام الوحيد الذي يدعمه و يقف وراءه الاتحاد الجهوي هو إعتصام عمال شركة أوليس و هي شركة مناولة تعمل مع شركة كندية و يطلب العمال و عددهم 36 عاملا تسوية وضعيتهم
و إحترامهم من قبل المشغل التونسي.