بقلم الأستاذ عبد الوهاب معطر،

أدعو جميع الوطنيين الحريصين على حماية الثورة والحريصين على الحيلولة دون تقديم دماء شهداءها لقمة سائغة للمعادين لها أن ينتبهوا إلى مخطط الأعداء المتمثل في الإنحراف باستحقاقات الثورة إلى شيطنة حركة النهضة و تأليب الرأي العام ضدها لأن قصدهم من ذلك هو تحييد هذه الحركة و عزلها و ثم للإنفراد بعد ذلك بالقوى و الأحزاب الثورية الأخرى و إلحاق الهزيمة بها و بالثورة ذاتها وهو نفس المخطط الذي انتهجه و طبقه المخلوع الهارب في التسعينات.

إنني أشهد الجميع على أن أي انسياق في هذا المضمار و مهما كانت مبرراته هو عمل معادي للثورة و هو يضرب الوطن في الصميم و سيكون كل من واصل الإنجرار فيه مسؤول أمام الشعب عن أية انتكاسة لمسيرة الثورة بإفقاد هذه الأخيرة إحدى أهم الركائز الضامنة لتقدمها فحركة النهضة هي شرط لازم و صمام أمان حماية الثورة في الداخل و الخارج و إن أية حملة تشويه و تخويف و تأليب ضد هذه الحركة هي في الواقع حملة تلميع و تشجيع و تسويق لأعداء الثورة ليتقدموا آمنين للإجهاز عليها و ليس صدفة ما نشهده اليوم من تزامن الحملة الشعواء ضد النهضة مع خروج التجمعيين من مخابئهم و رجوع قوى العهد البائد إلى سالف ممارساتهم.

إن هناك فرق شاسع بين أن تختلف مع أطروحات النهضة و بين العمل على إفقاد الثورة ركيزة هامة لها فالمرحلة في غاية الحرج على مسيرة الثورة و القوى الثورية كلها مطالبة اليوم بتحصين الثورة و تأمين مسيرتها باعتبارها المهمة المركزية في الوقت الراهن و بعد ذلك و عندما تصبح الثورة في مأمن من الأخطار سيكون من المقبول جدا مقارعة الأطروحات و البرامج الحزبية وهو الدرس الذي علمنا إياه المخلوع الهارب في التسعينات.

و إنني أدهش للبعض ممن لم يتعظوا بالكارثة التي حلت بالوطن لمدة 23 سنة جراء إصطفافهم في 1990وراء ” التحول المبارك ” في محاربة ” الظلاميين ” وهم يعاودون الكرة و يرتكبون نفس الخطأ ليكونوا بذلك معاول تقويض لثورة شعبنا اليوم أفليس هؤلاء هم أعداء الثورة المقنعين و المتعين كشفهم و عزلهم لما في ذلك من ضرورة حيوية للوطن ’و لذلك فإنني أدعو جميع الوطنيين و خصوصا المغرر بهم أن يتباينوا بوضوح عن هؤلاء حتى يسهل عزلهم و ذلك لا يعني بالضرورة الإنخراط في مشروع النهضة بل دلالته الوحيدة هي أن الأولوية في هذه المرحلة هي تكتيل الجهود و رص الصفوف لإلحاق الهزيمة بأعداء الثورة من تجمعيين أعادوا انتشارهم و من عناصر الفساد في الدولة و من قوى خارجية متربصة فمازال الخط بين الثورة و أعدائها قائما إلى اليوم بل و بحدة أكثر من أي وقت مضى و إن ما قلته ليس من أجل حركة النهضة بل من أجل الثورة و استحقاقاتها فاللهم اشهد.