أصدرتم يوم 6 افريل 2007 بيانا تحت عنوان “إعلان 8 مارس طعنة في الإسلام ودعوة للفتنة ” وهو ممضي من قبل السيد محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي
كنص رد على إعلان هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات :حول حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين الصادر بتاريخ 8 مارس 2007
وفي هذا الإطار أتقدم لهيئتكم الموقرة ببعض الملاحظات.
بداية أود التعرض إلى التسمية التي اتخذتها هيئتكم أي “العالمية لنصرة الإسلام في تونس” حيث تحيل التسمية باستعمال كلمة “الإسلام”إلى عدة معاني تحيل إلى مهمات مختلفة من حيث الطرح والاستتباعات العملية .لذلك رأيت من المهم مناقشة نصكم في البداية إلى الإحالات المتضمنة صلب التسمية والتي تخفي حقيقة اللجنة .
في التعريف اللغوي والقرآني
الإسلام لغة هو الإخلاص والاستسلام والخضوع إلى الله .ويعني كذلك الإذعان والانقياد وترك التمرد والإباء لعناد.وتعني كذلك معرفة الله بلا كيف ولا شبهة ,ومحله الصدر.وهو مصدرا وليس اسما,منفلتا بذلك من القالب والصيغة الواحدة .
ومن البين أن هذا المعني اللغوي يحيل إلى مجال الروحانيات الخالصة والتي لا تحتاج إلى نصرة مادية أو معنوية من قبل لجنة دولية وهو كذلك ذاتية عميقة وذات تجربة خاصة قصد الانقياد الذهني والقلبي إلى الله وهي لا تحتمل أي دفع خارجي. والى حدود هذا المعني اللغوي فلجنتكم لا معني لها من حيث البعد التصوري والتطبيقي.
أما في المعني ألقراني
فكلمة”الإسلام” بالمعني الذي استعملتموه مخالف لكلمة “الإسلام “التي وردت في القران والتي تحيل إلى الرابطة بين العباد وخالقهم ولا تقتصر على رسالة معينة بل تشمل كل رسالة سماوية, وهو ما يخالف اتجاه فهم لجنتكم والتي تعني الدفاع عن إسلام المسلمين في تونس ولكم هذه الشواهد للتدليل عن معني كلمة “الإسلام” :
ورد في الآية 3 من سورة المائدة
“اليومُ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً”
وتعني كلمة الإسلام هنا اسم الدين الذي رضيه لعباده وهو غير مقتصر على ما تسمونه انتم بالمسلمين فقط والدليل في ذلك قوله في الاية131 من سورة البقرة
“إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العَالَمِيينَ”
والمقصود هنا إبراهيم الخليل حيث ورد معني الإسلام الخضوع إلى الله بالصيغة المطلقة ولا يعني الإشارة إلى الديانة الإسلامية بالذات والتحديد أي بصيغة اشمل من المعني الذي استعملتموه في تسمية لجنتكم هذا إذا لم اجنح نحو القول بتحريف المعني الأصلي للمعني القرآني .
وتأكيدا للمعني الشمولي ورد في الآية 128 من سورة البقرة في دعاء إبراهيم وإسماعيل
“رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمِينَ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ”
كما ورد في سورة البقرة
“يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُم الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ”
كما كان حواريو عيسى أيضاً مسلمين مثلما ورد في الاية52 من سورة آل عمران
“فَلَمَّا أَحَسَّ عِيْسَى مِنْهُم الكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ”.
وورد معني الإسلام مرادف للدين وهو ما يعني تجاوز الديانة الإسلامية إلى بقية الديانات السماوية حيث ورد في الآية 19 من سورة آل عمران
“إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ”
وورد بالآية 133 من سورة البقرة أن يعقوب جاء أيضا بالإسلام “أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيْهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابَآئِكَ إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”
وهو نفس الشأن عند موسي حيث ورد في الآية 124 من سورة الأعراف
“وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَـَّما جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ”
هذا من ناحية المعني الوارد في القران وهو معنى مخالف لما ذهبتم إليه في استعمالكم لكلمة الإسلام حصرا على أتباع الديانة الإسلامية في تونس.
“الإسلام “الاصطلاحي والتاريخي
تستند كلمة “الإسلام” اصطلاحيا على معني المسلم والذي يعرف أي المسلم على انه المنقاد طوعا بالأحكام وللأحكام الشرعية ومنه المسلمون اللذين يؤسسون الديانة الإسلامية,وهو المعني الذي قصدتموه أي “لجنة عالمية لنصرة المسلمين في تونس” ويعود هذا التوضيح المختصر لأطرح عليكم لماذا اخترتم كلمة “الإسلام” بالاطلاقية وتركتم المسلمين أو أتباع الديانة الإسلامية في تونس بالتخصيص.
أما من الناحية الفكرية فان استعمالكم كلمة نصرة الإسلام فهذا لا يحيل إلى معنى لكون الإسلام مفهوم والمفهوم لا يستحق من يدافع عنه لأنه موجود, والشيء الموجود, الدفاع عن وجوده من عدمه لا يعني شيء لأنه لا يؤكد وجوده ولا ينفيه ما دام هو موجود .
مما يعني في هذا السياق وفي المعني الذي فهمته أي لجنة دولية لنصرة الديانة الإسلامية في تونس وهذا أمر أخر من حيث المعني والدلالة والطرح والمهام.وهو ما يعني من البداهة أن الديانة الإسلامية في تونس مهددة ووجب تكوين لجنة دولية لنصرته ,وإذا كان هذا القصد الذي ذهبتم إليه, فانا بدوري أريد أن اعرف من يهدد هذه الديانة في وجودها واجتثاثها من تونس والحال أنكم انتم أنفسكم تقولون في النص:
“أنه عقيدة عموم التونسيين وشِرعتهم ومنهاجهم، وهو الدّين الرسمي للدّولة التونسية، والركيزة الأساس لهوية البلاد التونسية؛”
أما من حيث وقائع الأمور والتي اعرفها جيدا كون الصراع ضد الدكتاتورية في تونس لا تدور رحاه على قاعدة فريق يهاجم المسلمين ويحاربهم وفريق يدافع عنهم ويناصرهم, وليس هناك نزاع ديني أو مذهبي بل صراع سياسي بين قوي مدنية ديمقراطية ونظام حكم مستبد .
أما الصراع الدائر بين النظام والإسلاميين فهو صراع سياسي بين خصمين سياسيين مثلما هو دائر بين النظام والشيوعيين والقوميين والاشتراكيين ولليبراليين والقوي الحقوقية والاجتماعية والنقابية التونسية ,وما مهاجمة النظام للإسلاميين بطرائق أشرس,فذلك لطبيعة المواجهة بين هاذين الفريقين إذا ما ذكرتكم أن الإسلاميين هم بدورهم هاجموا الدكتاتورية الحالية بقصد الإطاحة بها بعدما كانت علاقتهم طيبة معها.
وأمام تعقد الوضع السياسي وهيمنة السلطة وتوجيه آلة القمع في كل الاتجاهات
جعل خصوم النظام السياسي التونسي يلتقون في هيئة 18 أكتوبر للدفاع المشترك عن مصلحة مشتركة وهو الحريات السياسية التى ينتفع منها الجميع. فيما عدي ذلك لم يحصل إلى حدود اللحظة حرق مساجد ولا إعلان حرب على الديانة الإسلامية, وغلق المساجد في أوقات الصلاة يتعلق بالصراع السياسي الدائرة مع النظام بين قوتين تراهنان على المسجد لقلب موازين القوي السياسية في المجتمع مما جعل على سبيل المثال حركة النهضة التونسية تعلن رسميا عن تخليها عن استعمال المساجد والدعوة إلى الحفاظ على حياديتها فيما يستمر النظام إلى حد الآن في توظيف المساجد باسم الدين وليس مناهضة للدين ,كما تستعمل قوي أخري المسجد إلى حد الآن مثل الدعوة والتبليغ والسلفية الوهابية وحزب التحرير وفرق مذهبية أخري مختلفة فيما يتردد الأغلبية المطلقة من المصلين من المسلمين إلى المساجد والتي تجد روادها في بعض الأماكن يصلون في الشارع لضيق مساحة المسجد. وحدهم الديمقراطيون التونسيون يناضلون ضد الاستبداد بمنأى كلى عن المسجد .وفي هذا الإطار أقول لسيادتكم الحقائق التالية حول النظام الفاسد والدكتاتوري في تونس .
هو نظام يعتمد من بين اعتمادا ته على الدين الإسلامي و يوظفه لصالحه وهو مهيكل لإسلام رسمي مثل النظام السعودي والإيراني والأنظمة العربية الإسلامية التي توظف الدين لحساباتها السياسية والفرق الوحيد أن هناك تفاوت بين هذه الأنظمة فرضته تطورات تاريخية أو خصوصية أو تغيير الأغلفة من نظام إلى آخر ففي تونس الآذان يذاع في وسائل الإعلام الرسمية خمسة مرات بما فيه التلفزة الرسمية ويقع ذلك تحت مراقبة الدولة وبتأطير مباشر منها والمصحف يطبع في تونس ويدرس في الأساسي والثانوي وبن على يبدأ خطاباته بالبسملة وينهيها بآية قرآنية والحال إنني لست من اللذين يبحثون في ضمائر الناس فمن قال إن بن على ليس مسلم الم يكن الحكام المسلمين في الماضي مرجعا دينيا وهم اكبر مستبدين وأعظم فاسدين على وجه الأرض .
أن الدستور التونسي والقوانين السارية المفعول في تونس لها سند شرعي أرساه علماء جامع الزيتونة ومن عاصرهم من المصلحين وانه ناتج عن حالة اجتهادية تارة سلفية وتارة مقاصدية وتارة توفيقية ورغم ذلك لم ينفع ذلك ولم يحمي التونسيات والتونسيون من بطش النظام لان العلة ليست في مدي مطابقة الدستور والقوانين للشريعة الإسلامية بل هي تعميق وتدقيق اكبر في موضوع الاجتماع البشري وتأسيس نظام سياسي قادر على إرساء دولة الحق والواجب.
وأعود لأطرح عليكم
ما هي مشروعيتكم التي خولت لكم نصرة الديانة الإسلامية في تونس وتدويلها والحال انه دين الأغلبية ؟
ومن أوكلكم هذه المهمة ومع من صغتم آليات نصرة الديانة الإسلامية في تونس؟
ألا يعتبر هذا توظيف للدين مثلما يفعل النظام الحالي الذي يعتبر نفسه حامي الحمى والدين ومثل الحركات العنفية الرافعة للواء الدفاع عن الديانة الإسلامية .
ومن هي الحركات الوثنية التي تريدون صدها ؟
وخلاصة القول في هذا الباب أن رايتكم هو رأي لا يتجاوزكم والأصل فيه رؤية سياسية ووجهة نظر في القراءة والتأويل متشددة ومنغلقة على ذاتها حد نعتكم الآخرين بمعاداة الديانة الإسلامية وهو نفس المنهج التكفيري الذي أسس للخراب في التاريخ العربي والإسلامي.
أما في ما يخص موضوع ردكم على نص هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات :
ذكركم منذ البداية أن هيئة 18 أكتوبر انطلقت من ثلاثة شعارات أساسية وذكرتموها بتحريف المحتوي الأصلي للشعار الثالث الذي نص على “إطلاق سراح المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام” وليس كما ذكرتم “إنهاء معاناة المساجين السياسيين “والفرق بين ما ذكرتم والمطلب الأصلي فرق شاسع يخص التأصيل السياسي وتجذ ير المطالب التي دافعت عنها أجيال وليس اختصارها في صياغة مبهمة لا تحيل صراحة على إطلاق السراح ولا عن عودة المغتربين ولا إلغاء الأحكام التكميلية التي تخص على الأقل المصرحين ولكنها تبقيهم رهائن للبوليس كما ذهبتم إلى ذلك وهو ما يبين منذ البداية عدم اطلاعكم على عمق أطروحات المطالب الثلاثة.بالإضافة إلى كون الشعار الذي وضعتموه بدل الأصلي فضفاض ولا يحتوي على معني مطلبي ونضالي سياسي .
المغالطة الثانية التي أوردتموها في قولكم منذ بداية النص تتمثل في عدم ذكركم الإطار الذي صدرت عنه الوثيقة المتعلقة بالمساواة وهي “منتدى الحوار” الذي أسس بذات الفترة التي أعلن فيها البيان التأسيسي للهيئة والذي أعلن كأهداف طرح أهم الموضوعات قصد توسيع مجالات الاتفاق وتبيان مواقف الخلاف من اجل إحداث إمكانية حقيقية لتطوير الهيئة إلى ما هو ارقي من هيئة عمل والابتعاد عن كل ما هو تخميني وقبلي .
أما فيما يخص المطالب الثلاثة فهي الأدنى المتفق عليه والمنتدى هو محاولة لتطوير هذا الأدنى والتطوير لا يعني بالضرورة الاتفاق المطلق بل القدرة على الوضوح في المواقف.
وأوردتم أن الهيئة العالمية لنصرة الإسلام:
“إنها تعرب عن استغرابها من إشادة هيئة 18 أكتوبر بمجلّة الأحوال الشخصيّة والاتفاقيّات والمعاهدات الدوليّة – مع أنّها عمل بشري لا يخلو من نقص وقصور لحدّ تلبيسها بمسوحِ قداسةٍ! تجعل كلّ من يخالفها عُرضة ” للتعقّب بتهمة التمييز ضد المرأة وفتح حقّ التقاضي في شأنه لكلّ المنظّمات والهيئات ذات الصّلة “[3] كما توعّدت بذلك الهيئة! – متعامية في الآن نفسه عمّا جلبته هذه المجلّة ولواحقها القانونية، من بؤس وشقاء على كلٍّ من المرأة والأسرة التونسية.”
الاستنتاج الذي ذهبتم إليه من اعتبار أن هناك مسحة قدسية على مجلة الأحوال الشخصية هو استنتاج لا وجود لما يسنده في إعلان هيئة 18 أكتوبر لا تلميحا ولا تصريحا بل إن صياغة النص والطريقة التي وردت بها تدلل على عكس استنتاجكم غير الموضوعي وغير المنطقي .
أما في ما يخص عدم قبولكم لمجلة الأحوال الشخصية والتي تبنتها حركة النهضة الإسلامية في هذا الإعلان أو في الميثاق الوطني سنة 1988 وكذلك في نص هيئة 18 أكتوبر بباريس في 8 مارس 2006 وما أوردوه من دفاع عن موفقهم بالطرق الشرعية يدلل على أن هذه المجلة مقبولة على الأقل من جهة مجموعة ذات مرجعية دينية إسلامية تونسية ويعني هذا أن قراءة مجلة الأحوال الشخصية متعددة الأوجه مما يجعل موقف الطعن الشرعي فيها مردود على أصحابه من الناحية العملية والفكرية .أما إذا كنتم تعتبرونها مخالفة للشريعة الإسلامية فذا شانكم ما دمتم متمسكين بماضويتكم ونضرتكم السطحية وعدم قبولكم بأي تطور فكري أو اجتماعي .ولكن ليس من حقكم اتهام الآخرين بالخروج عن الدين وكأنكم الأوصياء الأواخر عن فهم الدين والدفاع عنه ,وليس من حقكم اعتبار من ناصر مجلة الأحوال الشخصية وتبني المعاهدات الدولية اتهامه بمعاداة الإسلام لان في ذلك ضرب من المزايدة التي لم تعد تنطلي على أي احد بعد ما عانته الحضارة العربية الإسلامية من مثل هذه الأفكار.هذا وإني لن ادخل معكم في جدل فكري وتاريخي يخص هذا الموضوع بالذات .
أما ما زعمتموه من نتائج سلبية لمجلة الأحوال الشخصية مدللين بذلك بنسبة الطلاق في تونس فهذا بدوره استنتاج سطحي وغير موضوعي وادعوكم إلى المزيد من الاطلاع لتكوين أفكار سليمة حول هذا الموضوع لأنه لا يمت بصلة إلى المبادئ التي احتوتها مجلة الأحوال الشخصية ولا علاقة لها بهيئة 18 أكتوبر المعارضة للنظام القائم الذي تنخره الأزمة .
ذكرتم بان هيئة 18 أكتوبر
” لم تتردّد في الجراءة على دين الله بالطّعن في شرعه تلميحا وتصريحا واصمة إياه – وحاشاه – بالحيف والتمييز والتقاليد البائدة! وتكريس دونية المرأة”.
يتبين مما أوردتم قدرتكم على تشويه النص الأصلي لخدمة تحليلاتكم ,فأين يوجد في النص الأصلي لهيئة 18 أكتوبر الربط بين التقاليد البائدة وتكريس دونية المرأة والحيف والتمييز والدين الاسلامي,هل ذكر النص مثل هذا وانتم تقولون الطعن في دين الله تلميحا وتصريحا فأين هو التلميح وأين هو التصريح ,وحال الأمر قول النص التقاليد في معناها السلبي والمخالف لحرية المرأة ونقد النظرة الدونية لها أم تراكم من بين هؤلاء الذين لهم نضرة بائسة للمرأة وانتم من أنصار تقاليد الحيف والتمييز مما هز في أنفسكم الحمية للبائد .
و من البين أن هذا الفهم للدين يحذف المناهج العقلية والعقلانية في التعامل مع النص وهو منهج ينكر المنزع الاجتهادي والعقلاني من المعتزلة والرشدية إلى المدرسة الإصلاحية الحديثة والاجتهاد النهضوي العربي لأواخر القرن التاسع عشر وكل ما أنتجته من قراءات واجتهادات كما انه يعادي المنهج ألمقاصدي الذي يعتبر مكسبا في القراءة والتأويل ويعادي ما أنتجه العقل البشري من قيم كونية.
ومن البين كذلك أن هذا التذكير بان الشرع الإسلامي منزل من الله يعني استمراركم في الخلط بين مجالات التفكير والمهام المطروحة وجهل لأبسط أبجديات عمل هيئة 18 أكتوبر التي تعمل في مجال السياسي والمدني وليس في مجال الديني والاخلاقوي وهذا الفصل بين المجالات هو المنهجية الداعية إلى التوحد من اجل مقاومة الاستبداد على قاعدة الحرية للجميع وليس من منطلق مذهبي عقدي ضيق مثلما ذهبتم إليه في رأيكم هذا.
وذكرتم
” إن الهيئة العالمية لنصرة الإسلام تعلن تضامنها مع النساء؛ باعتبارها نُصرة المظلوم – رجلا كان أو امرأة – واجبا شرعيا، كما تُبدي الهيئة مساندتها لكلّ جهد صادق مخلص في تمكين النساء من التمتّع بجميع حقوقهنّ الشرعية في العلم والتعلم والتعليم والعمل، وحريتهنّ في اختيار الزوج عن رضى[5]، وحقهنّ في ممارسة مختلف المناشط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ونحوها؛ على أن يكون كلّ ذلك وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية وهَديِها؛”
من الواضح أن هذه الفقرة من حيث الذهنية العامة التي صاغتها لا تزال تعيش في القرون الوسطي متجاهلة أن الحقوق اليوم هي مدنية وليست شرعية ويمكنني أن أتفهم أن تكون هذه المدنية غير متناقضة مع روح الديانة الإسلامية وجوهرها أما أن تدعوا إلى الاحتكام إلى الشريعة فهذا يعني منذ المنطلق الدفاع عن الدولة الدينية وهو موضوع خلاف جوهري بين الطرح الديمقراطي للمسالة وما أوردتموه من تصور عقدي للمجتمع وللمرأة .
أما هيئة 18 أكتوبر فليس هذا منطلقها الذي تأسست عليه بل إقرارها بالحد الأدنى المشترك وما تطرحونه لا يمثل الأدنى بل يقيم التناقض على أشده من البداية وعليه فان مساندتكم لهيئة 18 أكتوبر وفقا لشعاراتها الثلاثة هو من محض التكتيك والانتهازية وليس على أسس مبدئية في الدفاع المشترك ضد كل أشكال إهانة التوانسة مهما كان مصدرها ومنطقكم هذا وهو طرح شمولي وعقدي خطير يؤسس لنهج التصفية .
ذكرتم حالة المرأة في عهد النبوة وما تلاه من عهود الإسلام .
” مثلما كان حال المرأة في عهد النبوّة، وفيما تلاه من عهود الإسلام الزاهرة، بمنأى عن كلّ الأعراف المبتدَعَة المُزرية بقدر المرأة، والتقاليد والعادات المبتذَلَة المُهينة لكرامتها، والمخالفة لشريعتها، وكذلك بعيدا عمّا نشهده اليوم من مهاترات، ومتاجرة بشعار المساواة، والحرية النسوية، وافتعال المعارك والصّراعات الوهمية، أسوة بتجربة المرأة الغربية.”
ولكن تغافلتم على مسالتين على الأقل :أولا نحن الآن نطرح المسالة من وجهة ما بلغته الإنسانية من مفهوم للمواطنة وهو معني لم يكن واردا في ذلك العهد ,لقد تغير العالم برمته ولم يعد مكان ترعي فيه الإبل وتستعبد فيه المرأة حتى نتحدث عن إطلاقها حرة بالمعني القديم.
أما ثانيا:تتحدثون عن المرأة في عهد النبوة وما تلاه من عهود الإسلام وكأننا لا نعرف تاريخنا وكأنكم تحدثوننا عن المدينة الفاضلة. والحال أنها أي هذه المدينة الفاضلة لم توجد بتاتا في التاريخ العربي والإسلامي وإذا ما أردتم فتح هذا الملف فلا بأس من ذلك لتنسيب الأمر بعض الشيء عندكم.
أوردتم في النص
“إن الدّعوة للمساواة الكاملة – على ما فيها من إغراء تحمل السمّ في الدّسم لما تنطوي عليه من مخاطر على المرأة والأسرة والمجتمع على سواء؛ ولا أدلّ على ذلك من تجربة المجتمعات الغربية الماثلة اليوم أمامنا؛ حيث استحالت المرأة فيها سلعة تباع وتشترى في أسواق الدّعاية والابتزاز، والاستغلال بكافّة أشكاله وصنوفه وألوانه، وذلك باعتراف عقلاء الغرب نساء ورجالا. والعاقل من اتعظ بغيره؛ فهل من مدّكر؟! ”
انتم تتحدثون عن مظاهر مرضية في المجتمعات الغربية ولكن لماذا تصمتون عن المرأة الغربية التي تشكل أغلبية هذه المجتمعات وهي تناضل في كل أوجه الحياة وتحقق الانتصارات بجانب الرجل وهي الأم التي تربي الأجيال على المبادئ الديمقراطية ,وهو المجتمع الذي تعيشون فيه وقد استقبلكم وفتح لكم باب الحرية بدون أي عقد وخاطبكم بنفس القوانين التي يتخاطبون بها فيما بينهم وهم يكتبون عن الحب وعن العدل وعن المساواة وعن الحرية وفيهم من يدفع من ماله وصحته لمقاومة الفقر في العلم والسيدا وفيهم من هم من النساء من يدعمنا في نضالاتنا ضد الدكتاتورية فلماذا كل هذا الجحود والإنكار للحق والابتعاد عن كل موضوعية في حديثكم عن المرأة الغربية هل المجتمعات الإسلامية اليوم خالية من بيع وشراء النساء في سوق النخاسة الجسدية بدءا من السعودية إلى الإجراميين الذين يحكمون السودان باسم الشريعة إلى دول النفط الخليجي إلى المجتمع الإيراني ,ولكن أنا انسب الأمور فهناك تفاوت وهناك خلل لابد من مقاومته ولكن ليس من نفس الأطروحة التي تقدمونها والتي تنظر إلى الأشياء من منظار واحد .
ثم من هم عقلاء الغرب اللذين تشيرون إليهم غير أنهم رجالا ونساء يكافحون من اجل معالجة مشاكل مجتمعاتهم ولكن الفرق بينكم وبينهم أنهم ديمقراطيون ودعاة مساواة بين النساء والرجال وانتم ضد هذه المساواة بدعوي الشرع الإسلامي وهو ليس سوي أفكاركم انتم والتي ترفعون من شانها وتلبسونها هالة التشريع .
وذكرتم
” إنّ من حقّ خصوم الإسلام سواء كانوا من بين أعضاء هيئة 18 أكتوبر أو غيرهم، أن يكون لهم فهمهم، أو رأيهم الخاصّ المخالف للإسلام ونهجه القويم، الذي قرّر منذ أربعة عشر قرنا أنه لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ [البقرة: 256] بيد أن وجودهم في مثل هذه الهيئة أو في سواها من الهيئات والمواقع والمنظّمات أيّا تكن حكومية أو شعبية، وطنية أم أجنبية، فإنّ ذلك لا يعطيهم – وهم فئة قليلة – شرعية الاختيار ولا صلاحية التقرير لأغلبية الشعب التونسي. ”
أريد أن اعرف من هم خصوم الإسلام من هيئة 18 أكتوبر وكيف صنفتموهم وما القواعد الشرعية والضوابط الفكرية وممارساتهم السياسية والفكرية والمدنية التي جعلتكم تضعونهم في موقع خصوم الإسلام.وفي هذا الإطار أعود إلى معني”الخصوم”حيث ورد في الآية
” وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشتط وأهدنا إلى سواء الصراط”
ومن الواضح أن المعني الوارد أن الخصوم والخصم والخصومة تعني النزاع بين على الأقل طرفين واستعمالكم كلمة خصوم الإسلام بالاستعمال الاصطلاحي تعني أن هناك نزاع بين بعض أطراف هيئة 18 أكتوبر والمسلمين في تونس وان موضوع النزاع هو الدين الإسلامي.
فهل هذا صحيح وهل هو منطقي حتى يصدر عمن في رأسه عقل.
ومن البين أن هذا المنهج في المعالجة يقوم على حالة التفضيل والتفاضل في التركيبة التي تقوم عليها هيئة 18 أكتوبر بين خصوم الإسلام والمدافعين عنه وهذا المنهج في الفهم والتحليل هو معادي تمام المعاداة للمواطنة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد وهو ذات المنهج المحيل إلى التكفيرية ,فلا معني آخر لكلمة خصوم الإسلام خارج معني الكفرة والكفر واتهامهم الصريح .
أما الفكرة الثانية الواردة في هذه الفقرة والتي تتناول صلاحية التقرير لأغلبية الشعب التونسي فهي مجانية وفجة لأنه بنفس المنطق ما هي الصلاحية لديكم حتى تنتصبوا المدافعين عن الإسلام فهل انتم أغلبية ؟ وما هي مدللاتكم في أن “وهم فئة قليلة ” وان هم كذلك, ألا تعتقدون في أن كم من فئة قليلة هزمت فئة كبيرة من مثل أهل تفكيرهم التكفيري.
وذكرتم في النص
مثال الفتاة التي تعرضت للمحاكمة بسبب شربها للخمر واعتدائها على والدها واستنتجتم “بما لا عهد للمجتمع التونسي به من قبل ” وهذا مجانب للصواب لان هذه الحادثة معزولة ولا يمكن التدليل بها على أية قصة من قصصكم ومن ناحية الاستنتاج فهو غير سليم بدوره لان مثل هذه الحالات المعزولة وقع ما أشنع منها في المجتمع التونسي من قبل ولا يمنع هذا لمثيلاتها من المظاهر المعزولة للوجود سواء في تونس أو في بقية مناطق العالم لان الإنسان كائن نسبي والمجتمع يخضع إلى تناقضات مدهشة وكان هذا في كافة المجتمعات وكافة العصور بما في ذلك المجتمعات العربية والإسلامية الأولى والإشكال ليس هذا بل في كيفية صياغة المبادئ العامة للمجتمع وكيفية معالجة مثل هذه الظواهر مما يعني أن المثال الذي قدمتموه لا يعني ولا يؤسس لأي تدليل عن ظاهرة تدين المجتمع .
أما في ما تبقي من الأمثلة التي قدمتموها فهي لا تبدوا معقولة من جهة رد أسبابها وطرائق علاجها لأنها شان المختصين في علم الاجتماع والطب النفسي وغيره.
وذكرتم في النص
“إنّ تحسين وضع المرأة وضمان حقوقها، يقتضي – في تقديرنا – حركة إصلاح شامل للمجتمع التونسي كلّه برجاله ونسائه، وكافّة مؤسّساته وتشريعاته، على وفق المنهاج الإسلامي من الإيمان والحقّ والعدل والاستقامة والصلاح والتقوى والإيثار والرحمة.”
من الواضح في هذه الفقرة عدم إقراركم بالمساواة بين المرأة والرجل وأنكم تعتبرون كل دعوة إلى المساواة هي دعوة لمعاداة الإسلام وأنكم تدعون إلى “تحسين وضع المرأة ” ويعني التحسين بالنسبة لكم التراجع عن مجلة الأحوال الشخصية وعدم إقرار المعاهدات الدولية الخاصة برفع كل أشكال التمييز والعودة إلى مقترحاتكم الخاصة بوضع المرأة وفي هذا الإطار بالذات أريد أن اعرف من سيادتكم ما هي القوانين والضوابط التي تريدون صياغتها .
لان ما تطرحونه عمومي إلى درجة أن لا معني له مثل “وفق المنهاج الإسلامي” والحال أن هناك مناهج واجتهادات في الإسلام تخص هذا الموضوع بالذات وليس منهاج واحد كما ذكرتم وتضيفون “والحق والعدل والاستقامة والصلاح والتقوى والإيثار والرحمة “, وهذا ما ورد في معناه الحقيقي في المعاهدات الدولية وكذلك في مجلة الأحوال الشخصية التونسية .
كما تعرضتم في سياق النص إلى الائكية وكأنها الشر الأعظم والخطر الذي يهدد الإسلام وتقدمونها على أنها ضد الدين وهذا الأمر لا يمكن أن يصدر عمن له دراية عن الائكية ومبادئها التي تعني الحكم المدني ومجتمع المواطنة حيث لا اضطهاد على قاعدة التشيع المذهبي والانتماء الديني أو غيرها من ضروب البطش مثلما وقع ويقع في الدول العربية والإسلامية اليوم كما أن الائكية ليست معادية للدين بل بالعكس هي ضمانة لاحترام الديانات والمتدينين يمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية.أما من الناحية العملية من هم الآن في أمان أكثر من غيرهم هل المواطنات والمواطنين اللذين يعيشون في الدول الإسلامية أم الدول الائكية الغربية التي تهاجمون نسائها وتشهرون بإحكامها وانتم تنعمون بالحرية العقدية والمدنية فيها .
ولكم حسن الفهم
لطفي الهمامي
عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بباريس.
باريس في 18 افريل 2007
أسئلة إلى” الهيئة العالميّة لنصرة الإسلام في تونس”
قال صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم:
” إنّ دين الله لن ينصرَهُ إلاّ من أحاطه من جميع جوانبه ”
الشّيخ خميس بن علي الماجري *
لقد نصحنا حركة النّهضة أكثر من مرّة أن تبتعد عن توظيفها النّفعي للإسلام بمعنى أن تفزع إلى الدّين وقت الحاجة وترسله إلى حين حال “الاستغناء” عنه، ومثل هذا السّلوك في التّعامل مع الشّريعة ذكره القرآن الكريم فقال:”وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن لهم الحقّ يأتوا إليه مذعنين” النّور 46 – 47 .
نصحناهم فلم يستمعوا، بل أنشأ المحافظون على الأشكال القديمة ما يسمّى ب”الهيئة العالميّة لنصرة الإسلام في تونس”، مستغلّين أخطاء فاحشة وعظيمة تقع فيها السّلطة من مثل الحملة المسعورة على الزّيّ الشّرعيّ”الحجاب”. أو من خلال ما يقع فيه أفراد إستئصاليّون من تلك الإدارة في حوادث شاذّة وممقوتة كإهانة المصحف إن ثبتت…
وهذه التّعدّيات على كتاب الله أو على الحجاب هي مخالفة لديننا بإجماع أهل العلم قاطبة، وهي تسيء إلى سمعة السّلطة بقدر إساءتها إلى سمعة تونس و شعبها، كما أنّها لا تخدم الوئام و المصالحة الوطنية المنشودة في تونس، وتترك المجال للمزايدين والمتطرّفين والإستئصاليّين من كلّ الجهات.
أسباب نشأة اللّجنة العالميّة لنصرة الإسلام في تونس:
وفي خضمّ الحدثين:” إهانة المصحف والحملة على الحجاب” برزت على السّاحة تلك الهيئة التي أشرت إليها آنفا. وأحسب أنّ أسبابا عديدة أخرى كانت وراء بعث تلك الهيئة لعلّ أهمّها :
1- تخوّف حركة النّهضة أن يسحب من تحتها البساط الإسلاميّ داخل البلد بعد عودة صحوة جديدة عارمة لا علاقة لها بتلك الحركة من قريب أو بعيد ـ والفضل لله تعالى وحده ـ، ولقد ظهر ذلك من تصريحات مكتبها السّياسيّ أو من رئيس تلك الحركة…
2- محاولة حركة النّهضة تجميل صورتها الإسلاميّة أمام الخلق، بعد أن هبّت أقلام عدد معتبر من الإخوة فكشفت ضحالة المرجعيّة الفكريّة وتناقض المنهج السّياسي لتلك الجماعة وتذبذبه وانزلاقاتها نحو”علمنة” هويّتها فراحت تؤسلم كلّ ما يعترض طريقها من أجل إرضاء حلفائها الجدد من اليساريّين أعداء الأمس(1) …
3- ولا يخفى على كلّ عاقل أنّ التّوجّه”النّفعي”للقيادة السّياسيّة لحركة النّهضة يفرض عليها ـ ضمن الشّروط الموضوعيّة المذلّة للعمل مع التّطرّف العلماني اليساري التّونسيّ ـ أن تتخفّف من إيديولوجيّتها فلا”تنتصر”للإسلام الذي انطلقت منذ السّبعينات تعمل له، لأنّ ذلك يحرجها أمام أصدقائها اليساريّين والعلمانيّين الذين لا يقبلون بذلك أبدا، ولكي تحافظ على ذلك الحلف المؤقّت النّفعي الهشّ أوعزت بإنشاء تلك اللّجنة من أجل تحقيق أهدافها المعروفة …
لقد راسلتني تلك الهيئة أكثر من مرّة لأمضي مع فضيلة العلماء والدّعاة العالميّين فأبيت أن أدرج اسمي ضمن تلك اللّوائح لأسباب أهمّها:
1 ـ رفضي المطلق أن أكون رقما تابعا للتّوظيف السّياسي البائس والرّخيص.
2 ـ قناعتي أنّ الاشتباك الحاصل بين السّلطة والنّهضة لا يحلّ بالمغالبة والتّوظيف و الانتقام وتصيّد الفرص واقتناصها من أجل تصفية الحسابات…
3 ـ تناقضات تلك الحركة في التّعامل مع مظاهر الصّحوة الجديدة فيوما تتنصّل من تلك المظاهر كالجلباب مثلا وتتنكّر لها وتلصقها لمنافسيها من الإسلاميّين، ويوما توظّفها لصالحها…
4 ـ أنّ هذه الهيئة غير مستقلّة لطابعها الحزبيّ الواضح ممّا يطعن في نزاهتها ومصداقيّتها وتمثيليّتها وحيادها بل لا أبالغ إذا قلت في تجرّدها وإخلاصها، لأنّ من علامات الإخلاص التّجرّد وعدم الكيل بمكيالين و الانتصار للّه تعالى وحده، والذّبّ عن الإسلام كلّه والإنكار على كلّ من ينال منه والرّدّ على كلّ من يخالف الشّريعة الغرّاء من أيّ جهة كانت ولو من العاملين للإسلام أنفسهم..
5 ـ العمل الذي تقوم به الهيئة لا يتناسب مع اسمها اللّجنة ” الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس”فما رأينا نصرا للإسلام في تونس بل رأينا توظيفا حزبيّا سياسيّا لأحداث خاطئة تقوم بها السّلطة أو أطراف فيها.
… ـ الطّابع القائم على ردود الفعل وإملاءات أجندة حركة النّهضة وشروط حلفائها 6
7 ـ غفلة نهضة المهجر عن رفعها في درجة حرارة المعاناة الحقيقيّة والمرّة التي سيدفع ثمنه غاليا أهل البلد بهذا العمل المضادّ والذي لا يؤثّر في واقع ناس الدّاخل شيئا بل سيزيدهم كربا إلى كربهم وجحيما إلى جحيمهم…
8 ـ ضعف ولاء هذه الهيئة للصّحوة الجديدة في تونس وغياب فعلها ضدّ الحملات الأمنيّة المسعورة التي تقوم بها أطراف الإستئصال في السّلطة ضدّ الصّحوة الجديدة في كلّ مرّة، ولم نر منها أيّ نوع من التّحرّك، بل رأينا الغنّوشي ومحمّد بن سالم وعبد المجيد النّجّار ينالون منها ويزيدون على آلامها وعذاباتها. فهل يفيد هذا السّكوت عن رضا وفرح لما أصاب هؤلاء الشّباب حتّى يخلو الجوّ للنّهضويّين ليعيدوا استنبات حزبهم في البلاد من جديد …
9 ـ سكوت الهيئة عن الظّلم الذي يتعرّض له بعض الدّعاة وطلبة العلم الشّرعي التونسيين خارج الوطن، وقد هبّوا يذكّرون بالكتاب والسّنّة وبإصلاح ما أمكن لهم بالقلم فطعن النّهضويّون الغلاة في عقائدهم…
10 ـ سكوتها عمّا يظهر لي أنّها منكرات فكريّة خطيرة نقرؤها من قيادات حركة النّهضة وقاعدتها ولم تعب على أحد منهم في شيء رغم ما نعرفه عن رئيس الهيئة من غيرة محمودة للدّين …
11 ـ حضورها في المسائل السّياسيّة دون العقائديّة والفكريّة ومن المعلوم شرعا أن الأولويّة المطلقة لكلّ عمل إسلاميّ جادّ ومسئول يحرص على آتّباع سبيل الأنبياء عليهم السّلام ومن على طريقتهم ـ أن يعتني بالعقيدة والفكر وسلامة المنهج خير من مناطحات سياسيّة وبيانات تكاد تكون غير مفهومة حتّى أنّك لتلحظ في السّجالات التي وقعت على شبكات الإنترنت الخلط بين مسائل الأصول والفروع حتّى بين الدّاعين للإسلام أنفسهم ممّا عمّق تضييع الأصول والفروع معا …
12 ـ رفضنا أن يكون الإسلام دين جميع الشّعب التّونسيّ موطن حرابة واحتكار بين سلطة تنكّل به ونهضة توظّفه في اشتباك سياسي مرير…
13 ـ أنّ توقيت نشأة هذه الهيئة ممّا يحدث تساؤلات مشروعة: لماذا هذه الهيئة الآن؟ لماذا بعد خروج عدد غير قليل من إخواننا من السّجون؟ لماذا تأتي هذه الهيئة بعد أن وجّهت قيادة حركة نهضة المهجر سهامها للصّحوة وبعد تلك التّصريحات الحزبيّة المذلّة ضدّها، وضدّ الجلباب والنّقاب خاصّة؟ لماذا تنال هذه الحركة بالأمس من اللّباس الشّرعي بطعنها في المنقّبات واليوم تقوم بحملة تدافع عنه وتؤسّس له الهيئات؟ لماذا تأتي بعد تحالف 18 أكتوبر ومشروع ما يسمّى العصيان المدنيّ؟ كلّ هذه الأسئلة وغيرها تشكّك في أنّ واضعي هذه الهيئة ليسوا هم أعضاء الهيئة أنفسهم بل وراءه مشروع سياسيّ ضبط بين فرقاء متعدّدين يستعمل فيها عادة رجال عرفوا بتوجّههم الدّعوي من أجل أن يحقّق السّياسيّون أطماعهم . والله المستعان!!!
فالحاصل أنّ هذه الهيئة منحازة إلى طرف في الصّراع القائم. والمسلم يقف مع الحقّ و إذا تبيّن له الباطل من أيّ جهة فعليه أن يدفعه بالتي هي أحسن …
والله الذي رفع السّموات بغير عمد، إنّي لأتمنّى أن تبعث في داخل الوطن وخارجه هيئات وكيانات تدافع عن الإسلام حقّا وأن تدافع عن كلّ مسلم صدقا وأن تتعرّض لكلّ من يهين الإسلام والمسلمين في الخضراء، ولكن ضمن شروط صحيحة وسليمة في الأهداف والوسائل والأشخاص…
إنّه إذا أردنا أن ننصر الإسلام في تونس الحبيبة فلا مناص من أن يتحمّل ذلك الهمّ رجال صدق في العلم والعمل والاستقلال عن أيّ ارتباط تنظيميّ أو سياسيّ، متحرّرين من الأهواء والأطماع والبغي، ولا يسكتون عن كلّ كارثة تصدر من أيّ جهة كانت، لا أن تتبّع عورات السّلطة وتغضّ الطّرف عن غيرها …
لقد سكتت هذه الهيئة عن كوارث المكتب السّياسيّ للنّهضة في متعلّقات مجلّة الأحوال الشّخصيّة في ذلك الحوار التّاريخي في مجلّة كلمة الإلكتروني واعتبروا ما جاء فيها من خروقات صارخة للشّريعة مكاسب تونسيّة. فقد قال أعضاء ذلك المكتب :… يمكن اعتبارها ـ أي مجلّة الأحوال الشّخصيّة ـ “مكاسب” حضاريّة لتونس، وغير مطروح في أجندتهم ـ أي قيادة حركة النّهضة ـ معارضة هذه المجلّة نهائيّا، ولا يتحدّثون فيها ولا يتناقشون فيها أصلا في مشروعهم السّياسي…. بل إنّ هذه الأشياء كلّها يتحمّلها الفقه الإسلامي الذي هو مرجعيّة كلّ هذه الآراء، إن لم يكن في الرّاجح ففي المرجوح، ولا تجد رأيا من هذه الآراء إلاّ وله سند في الفقه الإسلاميّ، بحيث ليست لهم مشكلة مع هذه القضيّة أبدا … وممّا جاء من أقوالهم أيضا:”وتعدّد الزّوجات فيه آراء مختلفة …. ومسألة التّعدّد منزوعة من أذهاننا … وغير ذلك من المغالطات والتّلبيس والتّزوير…
ومعلوم أنّ هذه المجلّة قد منعت تعدّد الزّوجات وشرعت سجن كلّ من يعدّد وأباحت التّبنّي وأشياء أخرى فيها مخالفات صريحة وواضحة للشّرع المطهّر.
فإذا كانت هذه الهيئة تدافع عن الإسلام فلماذا لم تردّ على تلك المخالفات التي صدرت من طرف أولئك؟ أم هي توافقهم على ذلك؟ ثمّ قبل ذلك لماذا لا نرى لهذه الهيئة موقفها من هذه المجلّة؟ لماذا هذا الكيل بمكيالين؟ لماذا تترصّد أخطاء السّلطة وتغضّ الطّرف عن أخطاء النّهضة؟
لماذا لم تردّ الهيئة على أعضاء المكتب السّياسي الذين هاجموا الصّحوة الجديدة وأدانوها ووصفوها بالتّطرّف والتّكفير والمشرقيّة وتهجّموا على أخواتنا اللاّتي ارتدين الجلباب والنّقاب وجعلهنّ محمّد بن سالم عضو مكتب سياسي نهضة المهجر صنيعة مخابرات!!!، ومن قبلهم جعل الغنّوشي الصّحوة الجديدة مشرقيّة ومتطرّفة وبدويّة منغلقة وإلى ما هنالك من الظّلم والعدوان و الابتزاز!!! فلماذا تسكت هذه الهيئة عن كلّ هذه الأمور؟
فأين انتصارها للإسلام في تونس؟ بل أين نصرها للمظلومين الواجب عليها نصرهم وقد التزمت بذلك لمّا سمّت نفسها”الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس” فأين وعدها بما ألزمت به نفسها والله تعالى يقول لها:”يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”؟
فإذا اختارت قيادة حركة النّهضة منهج السّلامة على سلامة المنهج وتخلّت عن نصرة إخوانهم وأخواتهم، فلماذا لم تحرّك هذه الهيئة ساكنا ولم نسمع لها حسّا أو ركزا أو حتّى همسا؟؟؟
وإذا تخلّت حركة النّهضة عن الصّحوة الجديدة البريئة ولم تنتصر لها كما انتصرت للعلمانيّين والشّيوعيّين حين أضربوا معهم إضراب الجوع وخاضوا معهم كما خاضوا، فلماذا يقدّمون الصّحوة الجديدة الطّريّة وهم إخوانهم في العقيدة قربانا سمينا داخل الوطن العزيز للإستئصاليّين الذين تبيّن للجميع أنّ أشهى عمل يفرحون به هو معاداة المتديّنين ورحيهم!!!
فهل يقبل شرعنا العزيز وخلقنا القويم أن تضحّي تلك الحركة بهذه الأصول والثّوابت من أجل القبول بها كطرف إسلاميّ “وسطيّ” و “شرعيّ ” و “وحيد”، فراحت تخذل وتسلم أولئك الشّباب وتحاكمهم بمفردات الحرب العالميّة على الإرهاب: تلك المفردات التي آتّهم بها الغنّوشي الشّباب التّونسيّ الفارّ إلى ربّه: فقال عنهم: أصوليّون، إستئصاليّون، غلاة، خوارج، متشدّدون، متطرّفون، مشارقيّون، غير عقلانيّين… ومع الأسف ففي خضمّ الحرب الصّليبيّة الجديدة على الإسلام العقائدي ركب النّهضويّون هذه الموجة لإرضاء الغازي الأمريكي فاستجابوا لطبيعة المرحلة”المعركة الكونيّة ضدّ السّلفيّة”، فسقطت نهضة المهجر في تداول العملة أكثر رواجا الّتي يسوّق لها قوى الاحتلال: التّشدّد والتّطرّف والتّكفير طمعا في فتات من مائدة الرّأسمال السّياسي. وما تقرير رند عنك ببعيد والله المستعان كيف يعمل أهل الإسلام خارج دائرة الإسلام، وكيف يعمل أهل الإسلام بتقديم رقاب إخواتهم من أجل أوهام شرعيّة وسطيّة زائفة!!!
لمَ لمْ تردّ هذه اللّجنة على”اجتهادت”الغنّوشي الشّاذّة والغريبة و”علمنته” للإسلام الّتي أباح بها الرّدّة وجعلها حقّا من حقوق إنسان دولته الموعودة، كما أسقط حدّ المرتدّ وولّى المرأة منصب الإمارة العظمى (2) كما ولّى أهل الكتاب عضويّة مجلس الشّورى في الدّولة الإسلاميّة وجعل الجماهير هي المحدّدة في الاجتهاد في النّصّ وفي المناهج (3)، بل لم يدع في دولته النّاس إلى الصّلاة في حين أنّه وعد النّساء الغربيّات السّائحات أن يسبحن في شواطئ تونس عرايا كما ولدنهنّ أمّهاتهنّ، وغير ذلك من الشّذوذ كثير لا يحصيه إلاّ الله عزّ وجلّ.. والله المستعان !!!
لمَ لمْ تردّ هذه الهيئة على دعوى التّعدّدية والجماهير والأكثريّة والمواطنة، محاور علمانيّته للإسلام التي يعكف عليها الغنّوشي ومن معه يحتكمون إليها ولو جاءت لنا بالشّيوعيّة وانّ هذه الشّيوعيّة صديقة وحبيبة وليست عدوّة للإسلام ولم يخلقنا الله لمقاومتها وووو ؟
لمَ لمْ تردّ هذه الهيئة على سخرية الغنّوشي من إجماع الأمّة على استخلاف أبي بكر لعمر، وسخر من الصّحابة الكرام في ذلك الشّأن، ومن والسّلف الفاضل ومن تبعهم بإحسان من علماء الأمّة الذين أقرّوا بذلك وتوافقوا عليه إلى يوم يبعثون؟
لمَ لمْ تردّ هذه الهيئة على طعن الغنّوشي في الأنبياء الذين اتّهمهم بالفشل في أمر لم يكلّفهم به اللّه تعالى في الجمع بين الإصلاح العقائدي و السّياسي حسب ادّعائه. (4)
لمَ لمْ تردّ الهيئة على الغنّوشي وهو يقسو ـ في حماس طائش ـ على من قال”إنّ المرأة خلقت من ضلع أعوج ” تسليما لما ثبت عن النّبيّ المعصوم صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، وجعله تأويلا ” يكرّس تبعيّة المرأة للرّجل على الصّعيد الاجتماعي وانمحاء شخصيّتها وذوبانها في شخصيّته وتكريس التّميّز والأفضليّة على أساس الجنس”.(5) والرّجل بذلك القول المتفلّت ينال من رسوله وهو لا يدري.
لمَ لمْ تردّ الهيئة على الغنّوشي وقد ذهب يحرّف تأويل النّصوص الحديثيّة النّبويّة المتعلّقة بالمرأة، حتّى تتلاءم مع نضال الحركة النّسائيّة المعاصرة، بل و يزايد بها على بورقيبة المعقّد. (6)
لمَ لمْ تردّ الهيئة على الغنّوشي وقد نال من خاله معاوية بن أبي سفيان الملك المجاهد صهر النّبيّ صلّى الله عليه وآله وصحبّه وسلّم وكاتب وحيه – رضي اللّه عنه- في حين أنّنا نراه يمدح “ديمقراطيّة” بوش و”جمال” حكم شارون وماركس ولينين وكاسترو وبوتن رؤوس الكفر العالمي (7)
لمَ لمْ تردّ الهيئة على الغنّوشي الذي يتنقّص من علماء السّنّة وينال منهم تماما كما يفعل الشّيعة (8)
لمَ لمْ تردّ هذه الهيئة على الغنّوشي وقد بلغ الأمر به عندما زار القاهرة أن يقول في إحدى تلك المؤتمرات ” أنا أعتبر نفسي ناصريا ” (9)
لمَ لمْ تنكر هذه الهيئة على الغنّوشي الذي يلغي العقيدة في العمل السّياسي بل يعتبرها صخرة تتحطّم عليها آمال الشّعب التّونسيّ في الحرّيّة والانعتاق ؟؟؟ (10). قلت: فهل وصل الرّجل في الإدمان على التقيّة إلى هذا المستوى؟ أن يجعل العقيدة صخرة في طريقه للوصول إلى السّلطة؟ وجدير بالتّذكير أنّ الأخبار تضافرت عن السّلف والخلف في الثّبات على المعلوم من الدّين بالضّرورة وبالأخصّ ما يتعلّق بالعقيدة وعدم إعطاء بعضهم التقيّة فيها رغم الإكراه الذي يسوغ لهم إعطاؤها، ومن تأمّل سيرهم وجد ذلك مليّا، وما ثبات الأئمّة الأعلام على محنهم إلاّ أكبر دليل على ذلك من مثل مالك وأحمد وابن تيميّة وغيرهم كثير جدّا رحمهم الله تعالى …
لمَ لمْ تردّ هذه الهيئة على الغنّوشي الذي يرى بأنّ العلماني أقرب إليه من السّلفي والتّحريري والتّبليغي وغيرهم، لأنّ العلماني غير عقائديّ في حين أنّ الإسلاميّين يعطّلون مسيرة الإصلاح الدّيمقراطيّ بطرحهم مسائل العقيدة من مثل مسائل الولاء والبراء. بل جعل مسائل العقيدة التي لا يصحّ إيمان إلاّ بها ولا يقبل عمل إلاّ بتوفّرها من الخلافات الجزئيّة. (11)
لمَ لمْ تردّ هذه الهيئة على الغنّوشي الذي ينظّر للاختلاف وزرع بذور الطّائفيّة العفنة لا أقول في تونس فحسب بل في العالم الإسلاميّ كلّه (12)
لمَ لمْ تردّ هذه الهيئة على الغنّوشي الذي يمجّد الأنظمة العلمانيّة ويدعو لها، لأنّها النّظام الوحيد القابل للتّعدّد الدّيني…. (13)
لمَ لمْ يردّ على الغنّوشي الذي راح يعدّل الشّريعة ويشكّلها حسب أهوائه فراح يعلمن الإسلام بشعارات الحرّيّة و التّعدّديّة والمواطنة والدّيمقراطيّة فجعل الولاء للتّعدّدية والمواطنة بدل العقيدة وسوّى بالمواطنة بين المسلم والملحد و الصّالح والطّالح والعالم بالجاهل، فلا يصبح هناك حقّ وباطل أوجيّد ورديء أو مسلم وفاسق بل الكلّ سواء طالما أنّه دخل في سياق التّعدّدية والمواطنة، فلا يوجد فرق بين بوذي وهندوسي وبهائي وقادياني وزرادشتي ومسلم بل ربّما لا فرق بين مدّعي نبوّة أو ألوهيّة أو عابد شيطان وبين موحّد!!! أفليسوا كلّهم مواطنين؟؟ أفليست كلّها أديان؟؟؟ أفليست هذه هي ضريبة التّعدّد: الاعتراف بالجميع والقبول بكلّ دين ولو عبادة نمل أو بقرة أو قبور أو شيطان أو فرج!!! ثمّ لا بدّ أن يسلّموا بأنّ ليس لأحد منها فضل على الآخر و ليس لك الحقّ في القول بأنّ الإسلام ـ مثلا ـ هو دين الحقّ. وإلاّ يصنّفونك ب”التّكفيري ” و ” الجهادي ” وببذر كراهيّة الأديان وبزرع الشّقاق والنّفاق وسوء الأخلاق وهلمّ جرّا والقائمة طويلة جدّا والله المستعان !!!
لمَ لمْ تنكر هذه الهيئة على الغنّوشي الذي زرع نبتة الشّيعة في الخضراء ـ نجّاها الله تعالى ـ من فتنة الطّوائف. (14)
لمَ لمْ تنكر هذه الهيئة على الغنّوشي فيما جاء به من شذوذ في كتبه وبالذّات كتابه الحرّيّات العامّة في الدّولة الإسلاميّة خاصّة إذ :
ـ أفتى بحقّ التّعدّد الحزبي في الدّولة الإسلاميّة …
ـ أفتى بحقّ الكفّار والمشركين في التّحزّب وإظهار دينهم وخمورهم وخنازيرهم ونواقيسهم وأبواقهم ونيرانهم والدّعوة إلى عقائدهم الباطلة وبناء كنائسهم وبيعهم وغير ذلك من الخرافات الّتي تمزّق الوحدة العقائدّية وتقطّع الوحدة الدّينيّة في تونس.. وكلّ ذلك دون دليل من شرع بل الشّرع يخالف ذلك بإجماع الأمّة(15)
ـ رفضه مصطلح أهل الذّمّة واستبداله إيّاها بالمواطنين. (16)
ـ فتواه بإباحة إطلاق الحرّيات دون ضوابط (18)
ـ إباحته للزّندقة والرّدّة و كذلك إلغاؤه حدّ الرّدّة (19)
بل سمح للكفّار والزّنادقة والملحدين ولكلّ من هبّ ودبّ أن يدعو إلى عقيدته وملّته ونحلته (20)
لمَ لمْ تردّ الهيئة على الغنّوشي الذي يخرج من العقيدة ما لا يهوى ويدخل فيها ما يهوى: ففي حين يدرج فقهاء المذاهب الأربعة ويجمعون على أنّ الرّدّة مسألة عقائديّة ولذلك يدرجونها في متعلّقات العقيدة، يصرّ الأستاذ على تسييسها فهل يهوّن من شأنها؟ أم يريد أن يوسّع دائرة الرّدّة؟ أم هو الخوف الدّافع إلى إخفاء الشّرع؟ أم ماذا؟ ولماذا كلّ هذا؟ فلمصلحة من؟
فإذا كان الأستاذ الإسلاميّ هكذا في التّحلّل والتّميّع فكيف سيكون العلمانيّون التّونسيّون الذين عرفوا واشتهروا بتشدّدهم وتطرّفهم وآستئصاليّتهم؟؟؟
لمَ لمْ تردّ الهيئة على المنظّر الذي ينظر إلى الأهداف دون نظر في شرعيّة وسائلها وطهارتها إذ كلّ الوسائل الّتي يراها تؤدّي إلى “الثّورة” فمرحبا بها ولو كانت ضمن ” عالم الفاحشة ” فدعا ” الشّيخ ” لاقتحام ما سمّاه ” عالم الفنون الجميلة ” من سينما ومسرح وغناء وتصوير وتوظيفها كوسائل
للثّورة (21) … كلّ ذلك دون أن يقدّم لنا دليلا من شرع ولكنّ كلّ دليله زخرف القول غرورا. قال في إباحة ما يسمّيه الفنّ:” لم تصدر فتوى بتحريم الفنّ ” ثمّ أردف يؤصّل بحطب قائلا ” وإلاّ لمنع ترتيل القرآن الكريم لأنّ ترتيله فنّ…والنّبيّ كان يطرب لسماع الأصوات الجديدة النّديّة… والقرآن قبل كلّ شيء معجزة جماليّة، معجزة فنّيّة، معجزة أدبيّة”،… ثمّ يتهجّم على من يقول بخلاف رأيه أنّهم لا يعرفون الإسلام فيقول ” فكيف يتأتّى لأحد ينتسب إلى هذه الأمّة أو له أدنى معرفة بالإسلام ويقول بأنّ الإسلام قد حرّم الفنّ؟ بينما معجزة الإسلام هي فنّ، قطعة فنّيّة، ” ثمّ يأتي بالعجب العجاب وهو أنّ أساس الإعجاز القرآني هو الفنّ والجمال أمّا التّشريع فهو غرض من أغراضه فقال:” القرآن ليس كتاب تشريع وان كان التّشريع غرضا من أغراضه، لكنّ معجزته جماليّة…” (22)
فهل تقبل هذه الهيئة هذا الكلام الذي يضحك الثّكالى وتجعله دينا؟ أجيبوا أريد أن أفهم؟ أقنعوننا أنّكم فعلا تنصرون الإسلام من كلّ من ينال منه!!! أم هذا اجتهاد؟ فما الفرق إذن بين اجتهاد بورقيبة واجتهاد الغنّوشي؟ أريد أن أفهم؟؟؟
لمَ لمْ تردّ الهيئة على الدّكتور منصف المرزوقي وهو يتهجّم على الشّريعة وعلى المتديّنين؟
أم أنّ صداقة المرزوقي تلزمنا غضّ الطّرف عن كلّ ما يقوله ولو كان سخرية منّا نحن معشر المصلّين، أم لأنّ كوادر المرزوقي في المهجر خاصّة كلّهم نهضويّون أسلفتموهم له لا يجوز إغضابهم!!! ووالله الذي لا إلاه إلاّ هو لقد سألت أحد قيادات حزب المرزوقي وكان عضوا في حركة النّهضة، فقلت له: كيف تنتقل من حركة إسلاميّة إلى حزب علمانيّ؟ فقال لي بالحرف الواحد: لم أجد مكاني في النّهضة ووجدته في الحزب من أجل الجمهوريّة!!!
ـ إنّني لكلّ ما سبق وغيره كثير لم أتعرّض له، أخشى أن تكون هذه الهيئة ممّن يدافع عن الإسلام المعدّل من العقل النّهضويّ “، وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه الهيئة جيء بها في زمن لم تحدّده النّهضة وحدّده لها غيرها كعودة ثانية لأطراف إستئصاليّة في السّلطة لتنفيذ خطّة تجفيف ينابيع التّديّن على الصّحوة الجديدة التي أجمع النّاس على أنّها غير مسيّسة، فأسالت شهيّة الاستئصال لتزيد في إشعال الحريق المتّفق عليها مع جماعة 18 أكتوبر لتتّفق الأهداف المشتركة في وفاق موضوعيّ بين النّهضة وآستئصاليّي السّلطة واليسار للقضاء على خصم مشترك هي الصّحوة الجديدة البريئة والتي ستدفع الثّمن مع الأسف باهظا …
إنّ هذه الهيئة بحكم تحرّكها تحت أجندة حزبيّة، ولا تستهدف في نشاطها إلاّ السّلطة فهي لا تعين على حلّ المشاكل القائمة في البلد بل لا تزيد إلاّ في تعقيد الأوضاع على التّديّن وعلى الشّعب هناك، وتزيد في تعقيد الوضع السّياسي والاجتماعي في المستقبل القريب بل إنّ مثل هذه الهيئة تسهم في تسميم كلّ المناخات وترشّح لمغامرة تصادم جديد يدخل البلاد والعباد في المجهول، ونهضة المهجر في أمن على حياتهم ومعيشتهم وأنفسهم وأموالهم بينما هم يصنعون الهيئات لتفجير الأوضاع على الضّحايا داخل البلد ….
إنّ ممّا يعطي الحقّ للمتابع أن يطعن في هذه الهيئة ويشكّك في مصداقيّتها أنّ شهادتها عرجاء تبصر ما تأتي به السّلطة فحسب من أخطاء في حقّ ديننا وشعبنا، وتغفل عن كلّ كوارث حركة النّهضة والعلمانيّين واليسار وحركة الإستئصال عقيدة و فكرا وخطابا وأداء. والمسلم الذي يريد أن ينال شرعيّة لا بدّ أن يكون شاهد حقّ وعدل قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خبيرا } (23). وقال أيضا:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تعملون }(24).
قد يعذر المرء بجهله ولكن لا يعذر بعلمه وعناده وكبره وظلمه، وأعظم الظّلم تشويه الإسلام بترك بيانه ودفع الشّبهات عنه وكتمانه ومداهنة محبوبيه وإرضائهم لأوهام ما أنزل الله بها من سلطان !!!
إنّ منهج إرضاء بعض النّاس بسخط الله تعالى الّذي لا أرجو أن تؤثره هذه الهيئة، منهج خاطئ بائر لا يحصد إلاّ الخيبة! وفي الصّحيح”من أرضى الله بسخط النّاس كفاه الله النّاس ومن أسخط الله برضى النّاس وكّله الله إلى النّاس”. وإنّ سبيل التماس إرضاء النّاس بإغضاب الله ما هو في الحقيقة إلاّ خذلان وتخلّي إلاهيّ نعوذ بالله من ذلك! وفي الصّحيح:” من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة النّاس، ومن التمس رضا النّاس بسخط الله وكّله الله إلى النّاس”.
هذه تساؤلات أحسبها مشروعة يطرحها كلّ من يريد لأعمال المسلمين في تونس الحبيبة أن تحقّق أهدافها المشروعة والنّظيفة والنّبيلة …
هذه تساؤلات يطرحها كلّ متابع للشّأن العام يريد الخير لتونس …
هذه تساؤلات مشروعة لعلّ هذه الهيئة تستفيد منها وتتفاعل معها بالإيجاب، إسهاما في الصّالح العام لتونس الغد، فإن فعلت ذلك فهي تدافع عن الإسلام حقّا وصدقا …
هذه تساؤلات لعلّها تعيد القائمين على الهيئة بذاكرتهم إلى الإسلام الّذي تعلّمناه في الجامعة الزّيتونيّة ولا الإسلام المعدّل من الحزبيّة التي أعطت العقل الحزبيّ إمكانيّة التّحرّر من النّصّ والثّوابت فأدمن على تطويع الإسلام تحت مسمّى المصالح دون ضوابط وبتخريجات المقاصد دون قيود، والحال أنّ العقل الذي يقرّر في مسائلهم ما أبعده عن العلم بل ما أبعد ذوات بعضهم عن الورع حتّى أنّ المرء ليصعق من بعض أنبائهم عندما ينعتون أحد قياديهم ـ وقد كاد أن يكون رئيس مجلس شوراهم ـ بالحجّاج. والله المستعان
إنّ خطوات جادّة وشجاعة تعلنها هذه الهيئة تنصر بها الإسلام من التّحريف والتّوظيف والإذلال من كلّ الأطراف في البلد وتنتصر لكلّ المسلمين المظلومين في البلد بقطع النّظر عن انتماءاتهم لكفيلة بإقناع المراقبين لهذه الهيئة أنّها فعلا جعلت لنصرة الإسلام و ليست هيئة حزبيّة، و مجرّد واجهة للدّفاع عن حركة النّهضة ورجالها وسياساتها من أجل تحقيق أهدافها لا من أجل تحقيق أهداف الإسلام العظيم …
إنّني أحسب أنّ تواصل حركة النّهضة على الأشكال القديمة في العمل ما عادت تفلح لأنّها سياسة حزبيّة وعدمية تجر الخضراء إلى مزيد من الهاوية …
إنّ غياب الرّقابة على”المفكّر” وتحصّنه من الإنكار عليه أو من ردعه وهو المستعدّ لكلّ شيء، وما ذلك إلاّ أثر من آثار الهزيمة النّفسيّة بعد الهزيمة السّياسيّة. لقد حسب أنّ موقعه الحزبيّ يرشّحه ويعطيه الحقّ في الخوض في قضايا حصل ما هو أهون منها في عهد الراّشدين فجمعوا لها السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم وحشرنا معهم.
إنّ قوما هذه حالهم وهذا شيء قليل من فكر زعيمهم لا تسأل لماذا حصلت هذه الكوارث ولماذا حصدوا هذه الخيبة وهذا البؤس. ولأنّ رجلا واحدا مات ضحيّة فتوى قوم بغير علم جعلت رسول الله الرّحيم الحليم يدعو على من أفتى له ومن سكت ، وجعلهم الرّسول شركاء في قتل رجل بريء، فكيف لو رأى رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم من ساد قوما فأفتى دون علم وتجرّأ على محارم الله عزّ وجلّ، وأفتى تلك الفتاوى الفخاريّة؟ نسأل الله تعالى العفو والعافية …
لقد انهزمت الجماعة الأولى في أُحُد نتيجة معصية واحدة، فكيف لا يفزع القوم إلى تطهير بيتهم من المظالم والكوارث …
إنّ الإفراط والتّفريط أساس كلّ شرّ، و إنّه لا نصرة للإسلام إلاّ ب” الإسلام الجامع الموحّد ” قطعا مع المرجعيّات المركّبة و التّلفيق الذي يؤدّي إلى إسقاط التّكليف والطّريقة الانتقائيّة التي تضيّع حقوق اللّه وحقوق عباده …
وإنّ نصرة الإسلام لا تكون إلاّ بالدّفاع عن كلّ الإسلام الحقّ من كلّ غلوّ وتحريف وتوظيف وتصفية حسابات، عملا بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّاجين المنصورين ” ظاهرة على الحقّ ” لا تخفي منه شيئا قاطعة مع التّبعيّة و التلوّن رافضة التّقيّة والمخادعة، و تواجه كلّ من ينال من الشّريعة بالبيان والتّوضيح والنّصح والإنكار على الجميع دون استثناء على أساس العلم والعدل ” لا يقوم بدين الله إلاّ من حاطه من جميع جوانبه “(25)
وفي السّيرة الشّريفة ما يعزّز هذا المنهج الأبيّ العزيز: قال أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -:” لمّا أمرَ الله نبيَّهُ أن يعرضَ نفسه على قبائل العرب؛ خرج وأنا معه وأبو بكر إلى منى حتّى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، وتقدَّمَ أبو بكر، وكان نسّابة، فقال: من القوم؟ فقالوا: من ربيعة، قال عليّ ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السّكينةُ والوقار، فتقدّم أبو بكر، وكان مقدَّمًا في كلّ خير وقال: ممّن القوم؟ فقالوا: من شيبان بن ثعلبه، فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: بأبي وأمّي أنت يا رسول الله ما وراء هذا القوم غرّ هؤلاء غرر النّاس! وفيهم مفروق بن عمرو، وهانئ بن قبيصة، والمثنّى بن حارثة، والنّعمانُ بن شريك، فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم؟ فقال مفروق: إنّا لنزيد على ألف، ولن يغلب ألف من قلّة، فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟ قال مفروق: علينا الجهد، ولكلّ قوم جَد؛ قال أبو بكر: كيف الحرب بينكم وبين عدوكم؟ فقال مفروق: إنّا لأشدُّ ما نكون غضبًا حين نلقى، وإنّا لأشدُّ ما نكون لقاءً حين نغضب، وإنا لنؤثرُ الجيادَ على الأولاد، والسّلاح على اللّقاح، والنّصرُ من عند الله، يديلنا مرّة، ويديلُ علينا أخرى، لعلّك أخو قريش؟ قال أبو بكر: وقد بلغكم أنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فها هو ذا، قال مفروق: قد بلغنا أنّه يذكر ذلك، قال: فإلام تدعو يا أخا قريش؟ قال: أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّي رسولُ الله، وأن تؤووني وتنصروني، فإنّ قريشاً قد تظاهرت على أمر الله، فكذّبت رسله، واستغنت بالباطل عن الحقّ، فقال المثنّى:” قد سمعتُ مقالتك يا أخا قريش، وإنّي أرى هذا الأمر الذي تدعو إليه ممّا تكرهه الملوك، فإن أحببتَ أن نؤويك وننصرك ممّا يلي مياه العرب فعلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أسأتم في الرّدّ إذ أفصحتم بالضّدّ، وإنّ دين الله لن ينصرَهُ إلاّ من أحاطه من جميع جوانبه”.
والقصّة واضحة الدّلالة صارخة المعنى بأنّه صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم لمّا أعلن القوم استعدادهم أن ينصروه من العرب دون الفرس؛ رفض مبايعتهم مصرًّا أن تكونَ النّصرة مطلقة على كلّ من قد يقف أمام الدّعوة من عرب أو غيرهم …
هذا الذي يجب أن يتأمّله من يريد أن يعمل للإسلام: أنّه لا نصرة للإسلام إلاّ بالإسلام وأن يعمل له من كلّ جوانبه …
وإلى أن تجيبنا تلك الهيئة عن هذه الأسئلة، فلنا حديث آخر!!! والله نسأل أن يجمع كلّ العاملين. والسّلام
ــــــــــــ
* نشر هذا المقال في مواقع متعدّدة منها موقع الشّهاب للإعلام بتاريخ 8 ربيع الثّاني 1427 الموافق ل 03 / 12 / 2006
1 انظر إلى الإسلام “الليبرالي”.. ولقاء مع الغنوشي جريدة المصريّون . بتاريخ 8 – 12 – 2006 عبد العزيز محمد قاسم
2 قال :” وللمرأة الحقّ في الولاية العظمى “. قناة الجزيرة الفضائيّة يوم 28 / 04/1424 هجريّة
3 قال في قناة الحوار اليساريّة التّونسيّة 22 يوم / 06 /2003 ” الإسلام ليس فيه كنيسة بمعنى لا نلزم بقول البابا.. وإذا وجدنا اجتهادات في الإسلام من أقصى التّطرّف إلى أقصى الاعتدال من سيختار من بين هذا الكمّ من الاجتهادات ؟ الشّعب، لا ينبغي أن يكون عندنا أيّة وصاية بأيّ اسم لا باسم الإسلام ولا باسم العلمانيّة “… معنى ذلك أنّه أعطى الحقّ لعموم النّاس حقّ الاجتهاد بل حقّ الفصل في الاجتهاد وهو بهذا يريد أن يعطي للشّعوب المسلمة ما قرّره الغرب تماما السّيادة للشّعب، ولو اختاروا الإلحاد أو الشّيوعيّة الكافرة المحاربة للّه ورسله والمسلمين. قال ـ هداه الله تعالى ـ :” مازلت أؤكّد أنّ تحقيق أهدافنا يجب أن تمرّ عبر الجماهير الّتي تصوّت لبرنامجنا، كما يجب أن نحترم إرادة الجماهير إذا اختارت منهجا غير منهجنا، فنحن لا نمثّل وصاية على المجتمع. فإذا اختار مجتمعنا أن يكون يوما ملحدا أو شيوعيّا فماذا نملك نحن ؟؟؟ المجتمع الكويتيّة سنة1981 ” لأنّ الشّيوعيّة عند الرّجل ليست عدوّة فقال :” لقد تغيّرت نظرتنا إلى الأمور وصرنا نعي أنّ اللّه لم يخلقنا لنقاوم الشّيوعيّة “. من تجربة الحركة الإسلاميّة في تونس ص60
هذه هي الدّيمقراطيّة عنده اليوم موقفه القديم من الدّيمقراطيّة حتّى تعلم جدّيّة الرّجل فيما يدّعيه.
هذه هي الدّيمقراطيّة عنده اليوم هي مرجعيّة المرجعيّات الّتي يجب أن تحتكم إليها الشّريعة وهي بضاعة المسلمين الّتي اغتصبها الغرب فردّت إلينا .
أمّا بالأمس فقد كانت كما قال :”.. أمّا الدّيمقراطيّة فقد عرف أرباب المال كيف يفرّغونها من معناها فتغدو شعارا لتخدير الضّعفاء وتبرير الآستغلال “.. حركة الاتّجاه الآسلامي في تونس. مقالات في فكر الحركة ص 100 . وهذه شجرة واحدة في غابة تناقضات الرّجل وتقلّباته وتلوّنه، ولعلّ لي عودة خاصّة لهذه الغابة . فهي تحتاج إلى بحث مستقلّ.
4 قال ” وهو تعبير صارخ عن فشل مهمّة الجمع بين الإصلاح العقائدي و السّياسي معا.” كتاب الحركة الإسلاميّة ومسألة التّغيير ص 25
5 المرأة بين القرآن وواقع المسلمين ص 15
6 آنظر إلى نفس المرجع
7 يقول: ” وليس ماركس ولا لينين وكاسترو – مع الآحترام لهم – ” من مقال له بعنوان نحن مع العمل المشترك. وقال في بوتن :” ألم يصنع الرّئيس الرّوسي بوتن سابقة إذ طلب العضويّة الشّرفيّة في منظمّة المؤتمر الإسلامي. وذلك ضمن قراءة نافذة للمستقبل وفي تواضع بعيدا عن طموح مغرور “.. من مقال له : الغرب والدّيمقراطيّة والإسلام.
8 فقال : ” قاموا بصفقة تاريخيّة لهم الشّريعة والحكّام لهم السّلطة “. آنظر كتابه الحركة الإسلاميّة والتّغيير ص 30. كما قال :” والوفاق التّاريخي بين العلماء والحكّام “. نفس المرجع ص31…وآتّهمهم أنّهم مجرّد موظّفين من طرف الحكّام وجعلوهم أدوات للاستبداد، فقال : “… متّخذة من الدّين ومؤسّساته وعلمائه مجرّد أدوات تستخدم عند الحاجة…وكانت محنة الإسلام وعلمائه عظيمة مع هذه الدّولة فآختار بعضهم المعاضدة للحكّام جريا على عادة علماء الإسلام…” نفس المرجع. وقال متجنّيا على العالم السّنّي:”…للتّخلّص من العقليّة الفرديّة الّتي سادت العالم السّنّي والعربي منه خاصّة… مقالات ص 97.
9 آنظر منتدى العصر تحت عنوان سياسة ‘عصابية’ وعدمية تجر لبنان إلى الهاوية بتاريخ 0 3 ـ 11 ـ 2006.
10 آنظر إلى موقع تونس نيوز في 20 / 04 / 2006. وهو يتحدّث عن عوائق حركة18 أكتوبر
11 يقول الأستاذ : ” مطلوب مزيد من الحوار والتّلاقي والبحث عن المشترك والإعراض عن الخلافات الجزئيّة أو الّتي لا تمسّ جوهر مشكل البلاد اليوم ألا وهو الآستبداد والفساد فإليه وحده يجب أن تتّجه كلّ جهود التّغيير. رسالة العيد. ويقول :” إنّ الصّراع في تونس ليس بين حداثة ورجعيّة ولا بين عقل ودين بقدر ما هو بين أقليّة متسلّطة مدعومة من الخارج وبين شعب يطمح إلى التّحرّر وامتلاك دولته ومصيره.” آنظر صحيفة الرّاية ع 314 س 9 بتاريخ 2 0/05 / 1419 هجريّة . وقال : ” الصّراع في تونس ليس بين الإسلاميّين والعلمانيّين… الآتّجاه المعاكس – قناة الجزيرة – 22 /10/1999.
قال الغنّوشي لإذاعة بحرينيّة يبدو أنّها شيعيّة :” طبيعة الأمور أن يكون هناك مالكي وجعفري “12
13 نفس المصدر الإذاعة البحرينيّة .
14 في مجلّة المعرفة ع 3 سنة 5 تاريخ 12 / 02 / 1979 تحت مقال ” الثّورة الإيرانيّة ثورة إسلاميّة ” فقال ” إنّ ثورة إيران هي ثورة الإسلام ضدّ الإستبداد والقهر والتّبعيّة ” وقال : “….ولقد أكّد الأستاذ مهدي الحسيني في محاضرة له بمناسبة قدوم شهر محرّم 1399… ولذلك فسوف تكون نموذجا يهتدي به كلّ الأحرار في العالمين الإسلامي والنّامي وتصبح إيران قلعة للحرّيّة ومركز الإشعاع الرّسالي في العالم ” آنظر مقالات الغنّوشي ص 80..أفلا تعدّ مثل هذه التّصريحات تأصيلا لتواجد الشّيعة في تونس.؟؟؟
وواللّه لقد وصل البؤس ببعض قياداتهم الجامعيّة في فارة الخميني أن يدعو بدعائهم ويتصنّع البكاء مثلهم وينوح كما ينوحون . والله المستعان !!!
15 قال ابن القيّم – رحمه الله – :” فلو أقرّهم أن يحدثوا فيها بيعة أو كنيسة أو يظهروا فيها خمرا أو خنزيرا أو ناقوسا لم يجز، وان شرط ذلك وعقد عليه الذّمّة كان العقد والشّرط فاسدا وهو آتّفاق من الأمّة لا يعلم بينهم فيه نزاع “. أحكام أهل الذّمّة 2 / 672
16 انظر كتابه حقوق المواطنة ص 50-51-52.
17 قال :” إنّ الإسلام لم يفرض على حرّيّة الفكر قيودا من خارجها “. الحرّيّات العامّة ص 53 :” لم يمنع القرآن الجدل في الدّين “. حوارات مع قصي صالح درويش ص 6 21 وقال : ” لم تصدر فتاوى تجعل حدّا في التّفكير “… نفس المرجع ص 120. وقال :” ففي الوقت الّذي أدافع فيه بكلّ حرارة عن حقّ الأديب في أن يقول ما شاء وأن تكون مواجهته بوسائل فكريّة وليس بوسائل سياسيّة وقانونيّة ودينيّة…. وأنا لست مع تدخّل الفتوى في قضايا الفكر “.. نفس المرجع 126
18 أعلن كلّ ذلك على مرأى العالم في قناة الجزيرة الفضائيّة في برنامج الكتاب خير جليس بتاريخ 28 / 04/1424 هجريّة وهو يدافع بآستماتة عن شيخه التّرابي إلى درجة أنّ محمّد أركون العلماني الفرنكفوني المعروف ـ وقد كان يحاوره ـ ينكر على التّرابي جرأته على الله تعالى ويقول للغنّوشي: ” انّ التّرابي جريء ولا بدّله أن يؤصّل مواقفه ” فقال له الغنّوشي :” واللّه أصّل ” هكذا هو العلم عند الأستاذ القسم. وعندما سأله خالد الخروب منشّط البرنامج :” لا يقام الحدّ على المرتدّ ؟ أجاب الأستاذ ـ هداه الله تعالى ـ :” لا يقام عليه الحدّ !!! نعم.. نعم “…
وقال أيضا ” والرّدّة ذاتها إنّما حوربت عندما تحوّلت إلى حركة سياسيّة عنيفة تستهدف للإطاحة بأمن المجتمع. أمّا الظّواهر الفرديّة والهامشيّة فدفاعات المجتمع المدني تتكفّل بها دون حاجة إلى سلطان القانون “. الحرّيّات العامّة ص 214
قلت : هذه هي ضريبة عشق الإفراط في الحرّيّة حتّى صار ملكا أكثر من الملك.وديمقراطيّا أكثر من الدّيمقراطيّين بل أكثر من الدّيمقراطيّة ذاتها. والله المستعان وفي حديث له مع قناة الحوار التّابعة اليسار التّونسي سأله مدير القناة هل يعني ذلك أنّك تتبرّأ من عمليّة شنق محمود طه – سوداني – وتعتبرها ظلما على محمود طه ؟ ردّ الأستاذ قائلا :” أنا أتبرّأ من كلّ دوس لكرامة المواطن، كلّ مصادرة لعقيدة الإنسان، كلّ مصادرة لرأي الإنسان، واستخدام جهاز الدّولة للحسم في قضايا وخلافات سياسيّة وخلافات دينيّة، خلافات ذات طابع رأي ، أعتبره هنا استخدام الدّين مشروع لسلطان الدّولة… فردّ السّائل العلماني فرحا مستبشرا لأنّه أخرج الأستاذ من سلفيّته كما عبّر عن ذلك في الحصّة التّي بعدها… آنظر برنامج يوم الأحد 5 1/ 06 / 2003 .
19 قال :” ومن ذلك حقّه – أي ما يسمّيه هو ” المواطن ” في الدّولة الإسلاميّة آختيار عقيدته والتّعبير عنها والدّعوة لها ” مجلّة الإنسان ع 12 ص 33 س3
20 قال: ” إنّ الرّدّة جريمة لا علاقة بحرّيّة العقيدة الّتي أقرّها الإسلام، وأنّها مسألة سياسيّة قصد بها حياطة المسلمين، وحياطة تنظيمات الدّولة من نيل أعدائها، وأنّ ما صدر من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في شأن الرّدّة إنّما هو باعتبار ولايته السّياسيّة على المسلمين، وبذلك تكون عقوبة المرتدّ تعزيرا لا حدّا. وأنّها جريمة سياسيّة تقابل في الأنظمة الأخرى بجريمة الخروج بالقوّة على نظام الدّولة ومحاولة زعزعته وتعالج بما يناسب حجمها وخطرها من معالجات.”.. الحرّيّات العامّة ص 52 الحركة الإسلاميّة ومسألة التّغيير ص 50 ـ 51.
21 و 22 انظر حوارات مع قصي صالح درويش ص 128
23 النّساء135
24 المائدة8
25 رواه الحاكم وأبو نعيم والبيهقي في الدّلائل وحسّنه الحافظ في الفتح 7 / 220
أتى هذا المقال من تونس المسلمة
http://www.tunisalmoslima.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.tunisalmoslima.com/modules.php?name=News&file=article&sid=608
Immediatement je demande la fermuture du centre culturel Iranien a Tunis, avant que se soit trops tard, l Iran cherche a destabeliser tous les etats arabes, et les utiliser comme monnaie d echange,dans son projet nuccleaire,Tunis lan tasbah tabiha li wilayet al fakhi, lan tasbah warka lil moufawadha fi al macrouh al irani al iklimi,lilheimana wa an la tasbah Tunis mithel Liban ou la Syrie jadis capitale des Oumawide aujourd hui ressemble a Koum,lan touajeh lana fil moustekbal dharba bil wakala,wa an nakoun saha lisiraht lil heimana bil wikala,on doit rester en dehors de toute hissabat iklimia, wa an la nakoum fi tounis bi maareka niabatan an tahran , liana Theran tourid ichaal alharaek fil boudan al arabia et donc en dehors de son teritoire liilha al moujatama adouwali,wa an takoum hia ,bimouassalat injaz al barnamej al nouwawi.Ghanouchi depuis Londres oeuvre dans le sens d engager la Tunisie dans ce genre d alliance et de rivalite regionale , ecoutez le a Alhiwar, il a choisi son camps et il est devenu le porte parole du hamas meme s il le Hamas aneatira toute la population de Gaza, par son entetememt, Ghanouchi appui ´ce nouveau “sanam”,sans limite, comme si le FIS et le Hamas sont min arkan addin,houm moukaddassin voila ou reside le danger des integristes c est de voir tous les barbus comme des anges meme s ils tournent des films d horreur comme en Pakistan,Somalie,pour faire appliquer la Charia “en passant sur les cadavres et les squelettes de leurs enfants et leurs bebes, qu importe, l ideologie ne doit jamais perdre,les dirigents doivent restes en vie meme IDHA OUBIDIT GAZA AN BAKRATI ABIHA comme l a dit Henia, l essentiel c est que les propagandistes restent en vie et font des tournees de triomphe et de recolte de don, en attendant le Peuple Palestinien vit comme des Sioux indiens dans des tentes, en depit des millions d argent recoltes. il y a toujours Abdelbari Atwan et un nouveau joueur achete a coup de millions de dollars un homme de gauche Azmi bichara toujours chretiens mais il fait de la propagande pour Aljazeera,c est normal, meme s il a abondonne sa place dans la Knesset ou il defendait la population Palestinienne,non il a choisi de militer en se la coulant douce et en se baignant dans les millions du cheikh du katar, vous voyez on achete pas les joueurs la bas on recrute aussi des communites pour les convertir en ” islamisant”;meme si le dimanche ces meme journalistes continue a aller a l eglise.Il ont tout ces cheikhs les bases militaires Americaines pour leurs defendre et les Fadhayat”les chaines, pour leurs faire de la propagande,les satelites dans l espace qui permettent de transmettre les emissions, sont aux mains des USA;et attends il y a une piece qui fait fonctionner tout le systeme, elle est fabriquee en Israel, mais Messieurs ne vous faites pas de soucis Jaber Essabah a dit a Abou Mazen “tu veux une permission de sortie d Israel?je te l en procure, hihihihi ,Monsieur le ministre des Affaires etrangeres avait invite Jebril et Chalah et Mechaal TOUS ouvrent soi disant “pour la liquidation de lEtat Hebreu.Mais en meme temps c est lui qui donne la permission d entree et de sortie d Israel.