أطلق بعض الاخوة الكرام مبادرة سياسية طريفة بعنوان “ بن علي يزي ـ بن علي فك ” بهدف دعم مساحات الضغط السياسي على عصابة الفساد والنهب والتصهين في تونس وهي مبادرة سيكتب لها النجاح والفلاح سبحانه سيما أنها تتقدم بين يدي مؤتمر الاعلامية المزمع إنعقاده في العاصمة التونسية في شهر نوفمبر المقبل .

ولا يسعني ـ بل لا يسع كل تونسي وتونسية مهما كان إنتماؤه السياسي أو الفكري ـ سوى دعم ومساندة هذه المبادرة السياسية الاعلامية بكل صدق وإخلاص وقوة وإني لاضع كل ما أملك على ذمتها وأدعو سائر التونسيين والتونسيات في كل مكان وموقع إلى ذلك من منطلق أن الجهاد الاعلامي والسياسي في وجه عصابة الفساد المتصهينة في تونس فريضة إسلامية محكمة لا يأمن المتخلف عنها اليوم عن نفسه من أن يعد ضمن المتولين يوم الزحف وإن الجهاد الاعلامي والسياسي ليس خاصا بالمسلمين ولا بالاسلاميين بل هو واجب كل التونسيين والتونسيات بحكم إشتراكهم في المواطنة على قدم المساواة وبحكم كون مستقبل الحريات الخاصة والعامة في تونس أمر يهمهم جميعا فما ينبغي أن نختلف على حب تونس حتى لو إختلفنا في الدين أو على الدين فضلا عما دونه من تيارات سياسية وفكرية وحزبية وليس بعد ذلك من الوطنية وحب تونس في شئ أبدا .

كثير من المؤسسات الاروبية اليوم في المجال الحقوقي والانساني تصدر التقرير تلو التقرير للاعلان بكل جرأة وصراحة على كون تونس بحكم ملفها الاسود الثخين في مجال الحريات وحقوق الانسان ليست أرضا صالحة لان تحتضن مؤتمرا للاعلامية وهي تستشهد بألف ألف تجربة مرة ليس أولها حبس الصحفي عبدالله الزواري والتنكيل به بسبب تعامله مع بعض صفحات الشبكة العنكبوتية ” الانترنت ” وليس آخرها سجن مجموعة كبيرة من خيرة شباب جرجيس لذات الجريمة .

لقد عملت عصابة الفساد والنهب المتصهينة في تونس منذ أول يوم لاغتصابها لارادة الشعب التونسي قبل ما يقارب عقدين كاملين من الزمن على مسك ثلاث ملفات كبرى لتركيع الشعب بكل أطيافه وإذلال أحراره وتأمين نفسها من كل ثورة إحتاجية محتملة:

  • ملف الهوية العربية الاسلامية لتونس وذلك بإعتماد خطة تجفيف منابع التدين وكنتيجة لذلك لا يختلف اليوم المراقبون بأسرهم على أن حالة التردي الاخلاقي والفساد القيمي في المجتمع بلغت حدودا لم تعد تطاق بكل المقاييس فلم يعد العدوان مقتصرا على المصحف الشريف والسنة الكريمة وترذيل كل ما يمت للدين بصلة بل توسع ليغرس في الناس حتى في البوادي والارياف عبر وسائل الاعلام الرسمية الماجنة العاهرة الفاسدة نمطا من الحياة تستحي منه كثير من الغربيات في قلب أروبا.
  • ملف الحريات الخاصة والعامة وذلك بخنق كل نفس تحرري سواء كان إسلاميا أو علمانيا أو وطنيا فلم يقتصر ذلك على الحركة الاسلامية بل تعداها إلى كل مكونات المنتظم السياسي والفكري في البلاد فلم تسلم حركات مثل حركة الاشتراكيين الديمقراطيين وما فعل في حق محمد مواعدة لا ينسى رغم عدم تقصيره في الولاء لتلك العصابة في البداية وما تعرضت له حقوقيات وإعلاميات مشهورات من مثل راضية النصراوي وسهام بن سدرين يندى له الجبين ومات المرحوم زهير اليحياوي كمدا بعد ما تعرض للتعذيب والسجن بسبب فتحه لموقع إلكتروني واليوم تشتد الهجمة على القضاء والاعلام والرابطة التونسية لحقوق الانسان والمحامين ومازال مئات من قيادات حركة النهضة الاسلامية قيد السجن يموتون واحدا بعد الاخر في صمت دولي وعربي رهيب ومريب ومازال المحامي عبو مسجونا بسبب مقالة يندد فيها بزيارة السفاح شارون لتونس . قال في بداية التسعينات أحد رؤساء الاحزاب كلمة حق ” ماتت السياسة في تونس ” . وهاهي الايام تصدقها بعد عقد ونصف كامل .
  • ملف التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل وذلك من خلال الهرولة إلى بناء علاقات سرية وعلنية مع سدنة شارون ومن سبقه من محترفي الظلم الدولي ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا في فلسطين ولئن كان مفهوما في حالة اليأس العربية الرسمية لا الشعبية ـ برغم عدم قبولنا له البتة ـ أن تقدم أنظمة من مثل مصر والاردن على مثل ذلك فإن هرولة عصابة الفساد والنهب في تونس نحو العدو الصهيوني وهي تبعد عنه ألاف الاميال في أقصى الغرب لا يعد سوى تنكيلا بالشعب التونسي وإذلالا للزيتونة وإنتقاما من كل تونسي وتونسية في محاولة للاحتماء بالبطش الصهيوني والامريكي ضد كل ثورة شعبية محتملة واليوم يتبجح رئيس العصابة التونسية بدعوة شارون لزيارة تونس ويسجن كل من يحبر كلمة معارضة واحدة ضد ذلك .
  • ملف آخر جديد لم تبرز حيثياته في البداية سوى بعد إنتصاب العصابة وإستتباب الامن لها في تونس وهو ملف الفساد الاقتصادي والنهب المالي الذي تمارسه ليلى بن علي وزبانيتها وتتخاصم فيه أكبر عائلتين تحكمان اليوم في تونس حتى أصبح المواطن التونسي اليوم ملكا مشاعا وسقط متاع وعبدا معبدا مخصيا تتصرف فيه تلك العجوز الشمطاء بالقهر والغلبة وكم من مواطن تونسي أجبر على التنازل على جزء كبير من ثروته من أصحاب المصانع والمعامل والشركات الكبرى تحت سيف التهديد بالمحاسبة المالية فلا يملك المسكين سوى تشريك ليلى بن علي أو أحد أدعيائها وعبيدها في ماله الذي نحته بيده وكد عليه بيمينه مكرها .

بكلمة واحدة مختصرة فإن درجات الاستبداد والظلم والنهب والسلب والتنكيل ضدنا في تونس من لدن عصابة الفساد المتصهينة قد بلغ ما لم يبلغه أي نظام في دنيا العروبة والاسلام ولذلك فإن إهتبال فرصة إنعقاد مؤتمر الاعلامية في تونس من أجل تسريع وتغذية وتيرة الضغط السياسي والاعلامي ضد عصابة الفساد والنهب والتصهين في تونس لعلها تتنازل عن بعض حقنا في حرياتنا وأموالنا وكراماتنا وحقوقنا في التعبير والتملك والمشاركة … إن إهتبال هذه الفرصة لفريضة إسلامية ووطنية مفروضة على كل تونسي وتونسية لا يحسن بنا جميعا سوى دعمها ومساندتها وإن هذه المبادرة ” بن علي يزي ـ بن علي فك ” لهي من خير المبادرات في ذلك الاطار .

لا يحقرن أحدكم من المعروف شيئا ولا يحقرن أحدكم من سحر الكلمة وقوتها أن يصدع بها في وجه الطغاة والظالمين فلقد أثبتت التجارب اليوم أن عروش الظالمين إنما تسقطها الثورات الاعلامية والسياسية والشعبية وكلها تندرج ضمن سلاح الكلمة ولئن إحتاج ذلك إلى وقت فلأن ذلك سنة من سنن الله سبحانه وإرادة من إراداته وإلا لما كان لنا حاجة لخلق قيمة الصبر .

لقد آن لنا تونسيين وتونسيات بأن نقول مع هؤلاء الاخوة الصادقين والاخوات الصادقات بملء فينا ” بن علي يزي ـ بن علي فك “. سيهزم الجمع ويولون الدبر وإن غدا لناظره قريب . وفقكم الله لقهر الظلم وتحرير تونس من عصابة الفساد والنهب والتصهين . والسلام

بإمكانكم سحب صورتي ـ بناء على طلبكم ـ من موقع الحوار نت .

أخوكم الهادي بريك / ألمانيا